مرت شركة «أميركان ارلاينز» بأزمة مالية في الثمانينات، دفعتها إلى القيام بتجربة لزيادة المبيعات، تمثلت في عرض تذكرة طيران تمنح مالكها حق السفر في الدرجة الأولى إلى أي مكان حول العالم ومن دون حدود. ولم تتجاوز قيمة التذكرة في ذلك الوقت 250 ألف دولار أميركي، وكانت تلك الخطوة في شكلها الظاهري تجربة ذكية لشركات الطيران. لكن على رغم تضاعف سعر تذكرة «ايه ارباس» بعد مرور أكثر من 35 سنة، إلا أن شركة الطيران الأميركية أقرت أن تلك التجربة باتت تشكل عبئاً مادياً ضخماً عليها، وأنها لم تعد مربحة كما كانت تعتقد حين أطلقتها. وصاحب شراء التذكرة في ذلك الوقت منافع عدة، مثل الحصول على عضوية دائمة في نادي شركة الطيران، وإمكان حجز التذكرة في يوم السفر نفسه، والأولوية في دخول الطائرة. وقد تبدو كلفة «ايه ارباس» عالية، خصوصاً على مدى ال30 عاماً المنصرمة، لكنها صفقة رابحة بالنسبة إلى حاملي بطاقة العضوية الذين ينفقون 125 ألف دولار على الرحلات الجوية في أقل من شهر. وقال الرئيس التنفيذي للشركة بوب كراندل: «اعتقدنا في البداية أن هذا السعر سيكون مقتصراً على كبار الموظفين والشخصيات، لكن الجمهور كان أكثر ذكاءً منا». وأفادت صحيفة «لوس انجلس تايمز» أن غالبية التذاكر تم شراؤها من قبل الأثرياء، أمثال ويلي ميز الذي يملك قاعة «فامر» للبيسبول، ومايكل ديل قطب الكمبيوتر المعروف. وأوضحت الصحيفة أن أصحاب التذاكر حققوا أرباحاً أكثر من شركة الطيران، إذ بدأ الأميركيون ببيع هذه التذاكر ليجمعوا أموالاً طائلة بصورة سريعة. ورفعت الشركة سعر التذكرة وصولاً إلى 600 ألف دولار في 1990، بعدما خسرت ملايين الدولارات من سفر حامليها لأماكن كثيرة تتعدى السعر الأصلي للتذكرة، ثم رفعته مجدداً في 1993 إلى حوالي مليون دولار. وكان شراء هذه التذكرة صفقة جيدة للأشخاص القادرين على دفع المبلغ المطلوب في مقابل هذه الخدمات، لكن الخسائر التي تكبدتها الشركة دفعها إلى وقف التجربة في 1994، لكنها أعادت تفعيلها بطريقة محدودة في 2004. وذكرت صحيفة «تايم» البريطانية أنه يمكن شراء «ايه ارباس» اليوم من الشركة، لكنها لا تقدم الميزات نفسها التي تقدمها التذكرة القديمة. وأوضحت الصحيفة أن التذكرة بصورتها الحالية متاحة فقط للعملاء الذي ينفقون 10 آلاف دولار سنوياً على الأقل في رحلات «اميركان ارلاينز»، وتتيح لهم أسعاراً ثابتة ليست رخيصة بالضرورة، لكنها توفر عليهم كلفة التذاكر العالية عند الحجز في يوم السفر نفسه.