أقرت الخطوط الجوية السعودية بإقدامها على رفع أسعار التذاكر على رحلاتها الجوية الداخلية للحجوزات، على الرغم من محاولتها التأكيد على استمرار وثبات أسعار تذاكرها على درجة الضيافة في الرحلات الداخلية للحجز المبكر، أي قبل موعد السفر بعشرة أيام. ورغم سعيها لنفي ما نشر أمس الأول في الصحف عن رفعها أسعار التذاكر على كافة الشرائح أو إلغاء درجة الضيافة، عادت الخطوط وحاولت تبرير الزيادة في أسعار التذاكر بأنه على الحجوزات المتأخرة وليس المبكرة، موضحة أنه تم تطبيق التدرج في الشرائح السعرية اعتمادا على أساس السعر الحالي والتدرج في الأسعار وفقا للحجوزات المبكرة، وموعد شراء التذاكر، وتاريخ السفر كما هو معمول به في شركات الطيران ما يسهم في استفادة العملاء من الأسعار الحالية والثابتة لأصحاب الحجوزات المبكرة، وتغطية احتياجات المسافرين من خلال انضباط الحجوزات وإصدار التذاكر، توسعة السعة المقعدية في الرحلات الداخلية خاصة في مواسم الصيف والعمرة والحج. وأضافت الخطوط أنها ستنشر أسعار شرائح التذاكر على درجة الضيافة على الموقع الرسمي للخطوط على شبكة الإنترنت. وعلمت «عكاظ» من مصادرها أن من يحجز مبكرا على الرحلات الداخلية للخطوط سيحصل على سعر التذكرة الحالية، أي أنه لو حجز لرحلة من جدة إلى الرياض قبل السفر بعشرة أيام سيكون سعر التذكرة 280 ريالا.. أما من يحجز قبل موعد السفر بخمسة أيام فقط سيدفع 310 ريالات لسعر التذكرة، وبالتالي سيلمس المسافر ارتفاعا في أسعار التذاكر في حال الحجز الآني وفقا للحجز التدرجي. وحول تأثير قرار الخطوط السعودية برفع أسعار التذاكر الرحلات الداخلية على الجانب السياحي في المملكة، استغرب عضو اللجنة الوطنية السياحية عبد الغني الأنصاري من هذا القرار واصفا إياه ب «غير المناسب» في ظل تمتع الخطوط السعودية بامتيازات حكومية متعددة منها دعم الوقود، بحسب وصفه. وأضاف، «لو كانت الخطوط السعودية لا تتمتع بأي امتيازات حكومية فلن يستغرب أي شخص لجوءها إلى مثل هذه القرارات، لكن في ظل غياب المنافسة فإنها تستطيع أن تفرض العديد من الشروط». ومضى يقول: المواطن البسيط قد لا يستطيع دفع ثمن التذكرة عند ارتفاعها ووصولها إلى مستوى سعري يقارب كلفة تذكرة الرحلة الدولية، لاسيما أن هناك الكثير من الرحلات سببها الرئيسي يعود إلى وجود ظروف طارئة حلت بالمسافر، فهل من المناسب أن يكون ارتفاع الكلفة هو الثمن مقابل الظروف الطارئة. وزاد بقوله، إن دواعي السفر المفاجئة متنوعة وكثيرة فإذا أحصيناها وجرت مقارنتها مع أعداد المواطنين في المملكة، فإن هناك آلاف الرحلات التي يتم اتخاذ قرارها قبل موعد إقلاع الرحلة بأيام قليلة. الأنصاري توقع ارتفاع الرحلات البرية خلال الفترة المقبلة، لكنه وضع تساؤلا في هذا الجانب بقوله: «كم من السيارات مؤهلة لقطع مسافات طويلة على الطرقات البرية». وعلى الجانب الآخر، أكد عضو اللجنة السياحية التابعة لغرفة تجارة وصناعة جدة اللواء الدكتور محمد الجهني على أن قرار الخطوط يدعم الجانب السياحي من عدة نواح، مشيرا إلى أنه عندما يكون هناك تعاون بين الهيئة العامة للسياحة والآثار والخطوط فإنه يمكن للأولى أن تقف على أعداد الزائرين المتوقع وصولهم إلى المدن التي تقام فيها المهرجانات، ومن خلال تلك الأرقام يمكن اتخاذ العديد من القرارات المناسبة التي تصب في صالح دعم السياحة الوطنية خاصة في مواسم الإجازات، وتكون أكثر ملاءمة للمناسبات الكبرى كالمؤتمرات مثلا. وأوضح أن معظم شركات الطيران العالمية تلجأ إلى وضع تاريخ محدد لشراء التذاكر، بحيث يكون الحجز قبل ذلك التاريخ بأسعار أقل من الحجز بعده، مشيرا إلى أن ذلك أمر غير مستغرب على شركات الطيران. وقال: يبدو أن الخطوط السعودية تريد ضمان وجود أكبر قدر من المغادرين باستمرار. وشدد على ضرورة أن يدرك المسافر المحلي مدى أهمية التخطيط المستقبلي لأي رحلة حتى يستطيع الانسياق مع قرارات الحجز المبكر ليتلافى الزيادة في الأسعار.