سخر كاتب في صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية من النداء الأخير الذي وجهته المرشحة للرئاسة الأميركية هيلاري كلينتون الأسبوع الماضي لاستقبال اللاجئين السوريين في أميركا، بقولها إن "إغلاق الباب في وجه اللاجئين ليس من شيمنا"، موضحاً أن زوجها الرئيس السابق بيل كلينتون فعل ذلك أكثر من مرة. وذكر المقال أن الأمر مثير للسخرية، لأن "زوج كلينتون عندما كان رئيساً، أغلق الباب في وجه اللاجئين الهايتيين، بل وأرسلهم إلى معتقل غوانتنامو". وكان بيل كلينتون انتقد في الانتخابات الرئاسية الأميركية للعام 1992، ممارسات الرئيس السابق جورج بوش الأب في ما يتعلق بإعادته اللاجئين الهايتيين الى بلادهم، ووصف ممارساته بالقاسية وغير أخلاقية، واعداً بإنهاء العمل بهذا القرار. لكن على رغم وعوده التي كانت جزءاً من حملته الانتخابية، أعاد بيل كلينتون بعد فوزه بالرئاسة، اللاجئين الهايتيين الآتين بحراً الى هايتي، وعندما باءت محاولة وقف الهجرة من هايتي الى أميركا بالفشل، أمر كلينتون بإرسال عشرات ألوف اللاجئين الهايتيين الى معتقل غوانتامو. وكان عشرات ألوف الهايتيين الهاربين من القتل لجأوا الى أميركا عقب الانقلاب العسكري الذي أطاح بحكم الرئيس جان برتران أريستيد في 1990، لكن بدلاً من إدخالهم الى الولاياتالمتحدة، تم إرسالهم الى معتقل غوانتنامو، قبل أن يُرّحلوا بعدها الى هايتي. وفي العام 1994، أعلنت إدارة بيل كلينتون أنه "لن يتم إدخال اي شخص من الهايتيين الموجودين في غوانتامو الى أميركا في أي حال من الأحوال"، وأمرت اللاجئين بالرجوع إلى بلادهم. ولم تكن تلك المرة الوحيدة التي اتخذ فيها بيل كلينتون غوانتنامو حلاً لمشكلة اللاجئين، ففي 1980 هرب حوالي 125 ألف شخص من كوبا في موجة "هروب ماريل الجماعي"، وكان بينهم سجناء سياسيون ومرضى عقليون ومجرمون أُطلق سراحهم وأرسلوا الى أميركا بين طالبي اللجوء. وعندما قررت حكومة الرئيس جيمي كارتر إرسالهم الى ولاية اركنساس، رفض بيل كلينتون الذي كان حاكمها في تلك الفترة، استقبالهم واقترح إرسالهم الى غوانتنامو، بحسب ما ذكر كلينتون في كتابه "ماي لايف"، إلا ان حكومة كارتر تغاضت عن معارضة كلينتون وأرسلت اللاجئين الى ولايته. وبعد ذلك، غيّر بيل كلينتون السياسة الأميركية التي دامت 35 عاماً، والتي تقضي بإعطاء حق اللجوء للاجئين الكوبيين الهاربين من ملاحقة الشيوعيين. وبدلاً منها، وضع سياسة غير إنسانية تدعى ب"قدمين مبلولتين- قدمين جافتين" (دراي فوت- ويت فوت)، وفيها سُمح للاجئين الذين وصلوا الى الأرض الأميركية من دون أن يقبض عليهم حق اللجوء، فيما اُعيد أولئك الذين قبض عليهم في البحر الى كوبا.