سادت أجواء من التفاؤل وسط أهالي العسكريين المخطوفين لدى «جبهة النصرة» بعد ظهر أمس، بقرب الإفراج عن أبنائهم المحتجزين منذ 2 آب (أغسطس) عام 2014، في الساعات المقبلة، وفق «مقايضة» قد تحصل مع موقوفين إسلاميين لدى السلطات اللبنانية بينهم نساء، كان الخاطفون طالبوا بإطلاقهم. وفيما يبلغ عدد المحتجزين لدى «النصرة « 16 عسكرياً من الجيش وقوى الأمن الداخلي، يحتفظ تنظيم «داعش» ب 9 عسكريين يأمل أهاليهم بأن تشملهم العملية. وعلمت «الحياة» من مصادر الأهالي أنهم تلقوا معلومات عن دخول سيارات جيب إلى سجن رومية ظهر أمس لنقل بعض الموقوفين الإسلاميين منه. وقال عضو هيئة العلماء المسلمين في لبنان الشيخ نبيل رحيم، إن موقوفاً في السجن أبلغه أن عدد من أُخرجوا بين 7 و9 منهم حسين الحجيري، ونقلوا إلى مقر الأمن العام. كذلك نقل موقوفون في سجن الريحانية التابع للجيش. وقال أهالي المخطوفين إن بين من ستتم مبادلتهم 5 نساء عُرفت منهن سجى الدليمي طليقة زعيم تنظيم «داعش» أبو بكر البغدادي، المتزوجة حالياً من فلسطيني، والتي أُوقفت في 19 تشرين الأول (أكتوبر) عام 2014 مع طفلين لها أودعا في الرعاية، وعلا العقيلي زوجة القيادي في «جبهة النصرة» أنس شركس الملقب بأبي علي الشيشاني (أوقفت في الشهر نفسه)، ما أطلق تكهنات بأن هذا الإجراء يهدف إلى مبادلتهم بالعسكريين المخطوفين. وأبلغ بعض الأهالي «الحياة»، أنهم أجروا اتصالات ببعض المراجع الوزارية والأمنية للتأكد من النبأ فأفادهم بعضهم بأن الفرج اقترب، فيما رفض المدير العام للأمن العام للواء عباس إبراهيم تأكيد الأمر، لاعتماده التكتم إلى أن تنتهي العملية بنجاح، خشية بروز عراقيل. وعلق مصدر وزاري متابع للملف ل «الحياة» على إمكان إتمام صفقة التبادل اليوم بالقول: «هناك تحرك نشط، وإذا سارت الأمور كما يجب لن تطول أكثر». وكان اللواء إبراهيم التقى أمس رئيس الحكومة تمام سلام وقال ليلاً أن الأمور في هذا الملف لم تصل الى خواتيمها بعد. وتمنى سحبه من التداول الأعلامي. وتنادى أهالي العسكريين بعد الظهر إلى خيمة الاعتصام التي أقاموها منذ زهاء سنة في ساحة رياض الصلح، في قلب بيروت، إلى التجمع إثر تلقي بعضهم أنباء عن اقتراب النهاية السعيدة لمأساة أبنائهم، وأضيئت الشموع أمام اللافتة الكبيرة المنصوبة وعليها صور المخطوفين. وأكدت ماري خوري شقيقة الدركي جورج خوري المخطوف لدى «النصرة» ل «الحياة»، أنها تلقت معلومات بقرب الإفراج عن العسكريين، وبينهم شقيقها. كما اتصل بعض الأهالي بالشيخ سالم الرافعي عضو هيئة العلماء المسلمين الذي كان له دور سابق في التفاوض، فلم يخف تفاؤله بإمكان أن يشمل التبادل بعض العسكريين، بينما أفادت معلومات الأهالي بأنه سيفرج عن 16 لدى «النصرة» مقابل 16 موقوفاً إسلامياً، بعدما ترددت معلومات أن الأمر قد يتم على دفعتين. ووردت إلى أهالي المخطوفين أجواء بأن أهالي موقوفين إسلاميين من طرابلس عبّروا عن تفاؤلهم بإمكان خروج أبنائهم بالتكبير.