نوّه وزير السياحة اللبناني ميشال فرعون بعلاقة لبنان مع المملكة العربية السعودية، «وهي تاريخية ومستمرة، كما أن المملكة قدمت الكثير للبنان، سياسياً وأمنياً ومالياً واقتصادياً، إضافة الى احتضانها أكبر جالية لبنانية في العالم العربي، مع ما يقدمه أبناء الجالية من مساهمات في المجتمع اللبناني». والتقى فرعون رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث في السعودية الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز في الرياض، وقدم له دعوة للمشاركة في مؤتمر منظمة السياحة العربية الذي سيعقد في لبنان في العام المقبل، بصفته عميداً للمسؤولين عن القطاع السياحي في العالم العربي. وقدم فرعون الى الأمير سلطان شرحاً للخطط التي تنفذها الوزارة، ومنها خطة السياحة الريفية، ومشروع «أنا» الخاص بالمغتربين اللبنانيين ومشروع «طريق الفينيقيين». ثم عقد معه خلوة تطرقا فيها الى الشأن السياسي في المنطقة. وشدّد فرعون على «سعي الوزارة الى حماية التراث العمراني خصوصاً في الأرياف»، مؤكداً أن «الحفاظ على البيئة استثمار للأجيال القادمة، ونحن نعمل ليس لأشهرٍ قليلة ومواسم محددة فقط بل نبني استراتيجية متكاملة ستترك أثرها على القطاع السياحي في لبنان لسنوات عدة». وإذ شجع فرعون على «عودة السعوديين الى لبنان»، أشاد «بالدور الذي يؤديه السفير علي بن عواض عسيري في هذا المجال»، لافتاً الى أن «لبنان يشهد استقراراً استثنائياً والتهديدات الإرهابية باتت مشتركة بين الدول، وهي وصلت الى أبرز العواصم الأوروبية، في حين أظهرت السنوات الأخيرة أن لبنان محيد عن الصراعات من ناحية الأمن، كما أن الأجهزة الأمنية تنسق مع أجهزة استخباراتية دولية الأمر الذي أعطى فاعلية واضحة على الساحة الداخلية». وأشار فرعون الى ان «لبنان شهد صيفاً حاشداً لناحية المهرجانات لا مثيل له على صعيد العالم العربي كله، وكأن هذا البلد الصغير يدافع لوحده عن حضارة المشرق في مواجهة عاصفة التكفير، وهو مجند أمنيا لتأمين الاستقرار، ويعطي عناية شديدة للسياح الذين لم يسبق أن واجه أي منهم أي مشكلات تذكر». وأشاد الأمير سلطان «بما يقوم به الوزير فرعون على رأس وزارة السياحة اللبنانية»، معبّراً عن «محبته الخاصة للبنان، وهو شعور مشترك لدى السعوديين». وتوقف «عند ميزات ينفرد بها اللبنانيون لجهة مواهبهم وروحهم الإيجابية وانفتاحهم»، مبدياً «استعداده للمشاركة في المؤتمر لذي سيقام في لبنان». وأضاف: «لبنان رائد في مجال السياحة والخدمات وتنظيم المعارض، وهو مبدع ثقافياً وفنياً، ويهمنا أن نستفيد من تجربة لبنان على هذا الصعيد وأن نعزز ونطور اتفاقية التعاون بين البلدين والقيام بتنسيق بين الدولتين على الصعيد السياحي». وشدّد على «استعداد المملكة دائماً لمساعدة لبنان». وقال: «نحن نحتاج أيضاً الى لبنان، واللبناني في السعودية ليس ضيفاً بل ننظر إليه كأنه ابن البلد». ثم لبّى فرعون دعوة الأمير سلطان الى زيارة منطقة «درعية» السياحية الأثرية التي سكنها السعوديون سابقاً ويتم تأهيلها اليوم.