قال وزير الأوقاف والشؤون الاسلامية في السلطة الفلسطينية الدكتور محمود الهباش ان السلطة الفلسطينية طلبت من القمة العربية المعقودة في ليبيا إسناداً سياسياً وإعلامياً واقتصادياً لقضية القدس، اضافة الى إقامة «وقفيات عربية جديدة» لدعمها. ووجه نداءً الى العرب والمسلمين لشد الرحال الى المسجد الاقصى المبارك كواجب ديني وكرسالة دعم للفلسطينيين، وأخرى بأن القدس خط أحمر. وكشف ان السلطة تحضّر لعقد مؤتمر اسلامي – مسيحي في بيت لحم تحضره شخصيات عربية ودولية من اجل نصرة القدس. وأوضح الهباش في مقابلة أجرتها معه «الحياة» قبل مغادرته لندن، ان الزيارة تأتي بدعوة من جمعية «انتربال» الخيرية البريطانية (المحسوبة على حركة حماس) للبحث في صيغة للتعاون، موضحاً ان السلطة الفلسطينية ترحب بأي جهة تقدم مساعدات، و «يهمنا إبقاء الابواب مفتوحة امام العمل الخيري في فلسطين شرط التزام القانون وعدم تسييس العمل الخيري، وعدم التمييز بين المستفيدين بحسب انتمائهم الديني او السياسي». ونفى ان تكون للزيارة علاقة بالمصالحة الوطنية، لكنه اضاف انه التقى وزير الدولة للشؤون الخارجية ايفان لويس، وأسقف كانتربري روان وليامز ومجموعة من البرلمانيين البريطانيين. وتحدث الهباش بالتفصيل عن الاجراءات الاسرائيلية لتهويد القدس، وقال ان الاعمال الجارية في البلدة القديمة في القدسالمحتلة تهدف الى تغيير الوجه العربي والاسلامي للمدينة الى يهودي من خلال تغيير طابعها الجغرافي والديموغرافي. كما حذر من ان الحفريات الاسرائيلية في محيط الاقصى وفي البلدة القديمة تشكل تهديداً حقيقياً على الأقصى والأحياء المجاورة. وأقر بأن مستوى العمل في ما يتعلق بالقدس يحتاج الى تطوير، وقال: «امكاناتنا اضعف من الدول العربية، لكن بالعمل مع العرب والمسلمين يمكن تحقيق شيء، واذا تُركنا وحدنا سنخسر». ولفت الى ان اسرائيل ترصد موازنة تقدر ب 700 مليون دولار لتهويد القدس، علماً ان القمة العربية المعقودة في ليبيا تتجه الى اقرار مبلغ 500 مليون دولار لدعم القدس ومواجهة الاجراءات الاسرائيلية. وقال الهباش: «كقيادة وشعب، سئمنا من ترداد الحديث عن القدس، لم يعد كافياً ان نستمع الى المنظومة نفسها من بيانات الشجب والاستنكار. نريد اجراءات عملية تؤدي الى حماية المقدسات والحقوق السياسية للفلسطينيين». وقال ان السلطة الفلسطينية قدمت تصوّرها عما هو مطلوب الى الجامعة العربية، مضيفاً انه ارسل رسائل الى وزراء الاوقاف العرب في هذا الصدد، كما «قدمنا مجموعة افكار ومشاريع الى لجنة المتابعة العربية، ورُفعت الى القمة العربية في ليبيا لاتخاذ قرار في شأنها». وعن هذه الطلبات، اوضح: «طلبنا اسناداً سياسياً وإعلامياً لقضية القدس عبر استخدام العرب لعلاقاتهم الدولية ولغة المصالح بينهم وبين المجتمع الدولي، مثل المصالح التجارية والاقتصادية والعسكرية، بحيث تصبح جزءاً من تفاهمات وإجراءات على الصعيد الدولي»، كما «طلبنا اسناداً اقتصادياً، اذ لا بد من رفد صندوق الاقصى بأموال اضافية لا تنفق على استهلاك الغذاء والدواء، وانما تنفق على انشاء مرافق اقتصادية وتنمية مستدامة على صعيد الزراعة والسياحة والصناعة بهدف دعم الفلسطيني وتثبيته على ارضه»، كما «دعونا الى انشاء وقفيات عربية جديدة، بمعنى رصد اموال ومشاريع وقف ينفق ريعها على القدس والخليل والمقدسات الاسلامية في فلسطين من اجل تطويرها وتعزيز مكانتها»، مؤكداً: «نحن نفتقر الى مصادر تمويل دائمة». ودعا العرب والمسلمين الى شد الرحال الى القدس والمسجد الاقصى، معتبراً ان ذلك واجب ديني، وأن الاقصى يحتاج الى أهله. وقال ان ذلك يبعث برسالتين مهمتين: «الاولى للفلسطينيين بأننا (كعرب ومسلمين) معكم، ولكم عمق عربي وإسلامي، والثانية موجهة الى اسرائيل والمجتمع الدولي بأن القدس ليست فقط خطاً أحمر للفلسطينيين فقط، بل لهم وللعرب والمسلمين والمسيحيين، وأنها ليست متروكة وليست تراثاً يهودياً بل اسلامياً ومسيحياً». ونفى ان تكون هذه الدعوة تمثل تطبيعاً مع اسرائيل، معتبراً ان زيارة السجين لا تعد تطبيعاً مع السجّان. وقال ان «الرسالة الأساسية هي انه لا بد من ان نعزز صلتنا بالعرب والمسلمين، وأن يتم ذلك في الداخل الفلسطيني ومن داخل الحدود»، ومن خلال التضامن الشعبي في مقاومة الاحتلال الاسرائيلي، تماماً مثلما يفعل المتضامنون الاجانب.