تمكن علماء في «معهد وسكونسن للأبحاث العلمية» من صنع حبال صوتية مشابهة للحبال الصوتية البشرية، في تطور من الممكن أن يفضي يوماً ما الى عمليات زراعة حبال صوتية للأشخاص الذين لا يمكنهم الكلام بسبب عطل دائم في الحنجرة، بحسب ما أوردت صحيفة «اندبدنت» البريطانية الخميس الماضي. وتابع العلماء في «مختبر ويلهام» أن الحبال التي تم تصنيعها بيولوجياً، تستطيع إصدار أصوات مشابهة لتلك التي تصدرها الحنجرة البشرية، وبطبقات مختلفة، تناسباً مع متطلبات المريض الخاضع للعلاج. وفي الوقت الحالي، يوجد خيارات محدودة لعلاج الأشخاص الذين يعانون من عطب في الحنجرة بسبب السرطان أو مرض آخر، نتيجة للطبيعة المميزة جداً للخلايا التي تمتلك خاصية الاهتزاز في الحبال الصوتية. وينتج الكلام عبر مرور الهواء بالحبال الصوتية داخل الحنجرة، وتتألف هذه الحبال من رزمتين من الألياف العضلية الموجودة في الحنجرة مع الأغشية المخاطية (موكوسا) التي تهتز مئات المرات في الثانية لإنتاج الصوت، والتي تشبه إلى حد كبير أوتار آلة الكمان الموسيقية. واستخدم العلماء في إعادة تصنيع الأغشية المخاطية للحبال الصوتية، خلايا غير مصابة من مرضى تم استئصال حنجرتهم لأسباب أخرى. وأوضحت الدراسة التي نشرها موقع «جورنال»، أنه بعد رعاية الأغشية المخاطية في المختبر لمدة 14 يوماً، قام العلماء بزرعها في حنجرة كلب ميت ونفخوا فيها هواءً رطباً ودافئاً فأصدرت أصواتاً شبيهة بتلك التي تصدرها الحبال الصوتية الطبيعية، لكن من دون التغييرات التي تضاف الى الصوت من الحلق واللسان والفم. وأوضح أحد القائمين على البحث من جامعة «ويسكونسين – ماديسون» ناثان ويلهام، أنه «على رغم أن الصوت مهم جداً، إلا أننا لا نعيره اهتمامنا إلا في حال حدوث خلل». وتابع ويلهام أن «جزءاً من فائدة استخدام الأنسجة الاصطناعية هو أنه يمكننا تفصيل حجمها لتلائم المنطقة المصابة، إضافة الى كونها مناسبة للاستخدام في الحبال الصوتية عند المرأة والرجل والطفل». وأضاف أنه «إذا تمكنا من حفظها وتأكدنا من جاهزيتها للاستخدام في علاجات آنية، عندها ستكون هذه الأنسجة متوفرة بوصفها خياراً أكثر شيوعاً من إيجاد متبرع ومحاولة التأكد من مطابقة انسجته مع المريض. وحذر العلماء من أن الأبحاث لا تزال في المرحلة الأولية، ولا بد من القيام بمزيد من الاختبارات قبل إجراء اي عملية زرع في تجربة إكلينيكية لمرضى بشريين. يذكر أن فريقاً من جراحين بريطانيين وأميركيين أجروا في تشرين الأول (أكتوبر) 2014، عملية زرع لمريضة فقدت الكلام ل 11 عاماً بسبب عطب في حنجرتها، استبدلوا فيها حنجرة المصابة وغدتها الدرقية، بأخرى غير مصابة من متبرعة توفيت بحادث. وتمكنت السيدة من الكلام بعد 13 يوماً من العملية التي تعد الثانية من نوعها في العالم، بعد إجراء علماء من كليفلاند كلينيك في أوهايو عملية مشابهة في 1998. وأوضح الجراح الرئيس في الزراعة جورج فارويل أن «الفريق سعيد جداً بنتائج هذه العملية غير الاعتيادية»، موضحاً أن «الحنجرة عضو معقد جداً، فيه أعصاب وعضلات دقيقة تعمل لإنتاج الصوت وتسمح بالتنفس». وتابع أن «نجاحنا اعتمد على تجهيزنا لفريق متميز متعدد المهمات والاختصاصات، واستخدام الأساليب الأكثر تطوراً في الجراحة وإعادة تأهيل العضو المزروع.، كما أن المريضة بذلت جهداً شاقاً لمواجهة تحديات الخضوع لعملية زرع، وعملت كل ما يلزم لتمرين حنجرتها الجديدة».