«الباحة»... تناديكم حلة جميلة تكسو منطقة الباحة مثل مناطق الجزء الجنوبي بالسعودية، التي تتمتع بأجواء جذّابة جدًا وراقية ومناظر خلّابة بعد «البيات الشتوي» من كل عام، إذ تستعد لاستقبال ضيوفها وزوّارها ومرتاديها من مناطق المملكة كافة، ودول الخليج العربي الذين يفضلون قضاء إجازاتهم فيها... نعم تلك المنطقة (الباحة) التي حباها الله سبحانه وتعالى بطبيعة فطرية استطاعت جذب تلك الأعداد، لكنها افتقدت للأسف الشديد إلى المساعدة من الجهات ذات العلاقة بالسياحة في بلادنا لترتقي بنفسها وبطبيعتها الفطرية فقط، أقول فقط من دون تدخل قوي من هيئات السياحة ومنشآتها، التي نحن بحاجة ماسة اليها في مثل مناطقنا الطبيعية والممتعة في أجوائها الرائعة التي تبهج المصطافين، وأكرر إن الباحة صنعت بنفسها سياحتها الحالية من دون تدخل تلك الجهات والهيئات المتخصصة في المجال السياحي. لقد لاحظت فطرية غابات الباحة، التي افتقدت للتدخل الصناعي السياحي، إذ لم تجد تلك الغابات الشاسعة من يمد يد العون إليها من جهات الاختصاص عن السياحة وكيفية استثمارها الاستثمار الحقيقي، وعند مرورك بتلك الغابات النضرة بأجوائها الحالية مع قدوم الصيف نلحظ فقط خدمات عدة شبه متواضعة ومنها الطرق الاعتيادية التي قد لا يكتمل شريانها في عموم جنبات الغابة كافة، كما تجد اعمدة الإنارة ترتكز حول طرقها فقط من دون الانتشار والتوغل في بقية الارجاء، يُضاف الى ذلك بعض المظلات التي لا تتجاوز اصابع اليدين في معظم غابات المنطقة، وهكذا الحال لبقية الخدمات المتواضعة المعتادة من دون التطوير المصاحب والضروري الذي يرغبه ويتمناه الجميع من الاهالي أو الزوّار والمصطافين. إنني بصفتي منسقاً لبيئة منطقة الباحة وابناً من ابنائها أوجّه الدعوة الجادة للاستثمار السياحي لرجال الاعمال في منطقة الباحة وغاباتها ومختلف مواقعها السياحية الجذابة التي يعرفها الجميع من مرتادي هذه المنطقة السياحية، أوجّه الدعوة للجهات المعنية بالتشجيع السياحي وصناعته وتطويره، وأقول منذ اعوام عدة ونحن نستبشر بقيام بعض الهيئات والمؤسسات والإدارات السياحية في بلادنا، ولكن لم نشهد تلك الادوات المذكورة او الخامات المستخدمة لصناعة السياحة تقوم بدورها الحقيقي تجاه منطقة الباحة على اقل تقدير، اسوة ببعض المناطق الجميلة الاخرى التي حظيت بشيء من التطوير السياحي من حيث الإسهام والصناعة التي اخذت منعطفًا قويًّا في بعض المناطق كعامل صناعي واستثماري، اسهم في التنشيط لعالم السياحة، ولذلك نتمنى ونتعشم أن نتجه الى المخرج الوحيد لتلك الصناعة السياحية عن طريق دعوة رجال الاعمال والمستثمرين حتى نرتقي بسياحتنا ومنطقتنا باعتبارها المنطقة الغنية من بين المناطق ببيئاتها المتنوعة والمختلفة، في ما بين السراة وسهول تهامة والبادية والجانب الصحراوي منها، إذ قلّما نجد ذلك التنوع الجغرافي والطبيعي على مستوى المناطق والأقاليم السياحية في المملكة، فهل نجد الدعم والتشجيع لرجال الاعمال وتحفيزهم بذلك، وتذليل كل الصعوبات والعقبات التي تواجههم حيال ذلك؟ عبدالله مكني – الباحة [email protected] إلى جنة الخلد... «أبا أنمار» ودعت العاصمة المقدسة ورجال الإعلام والصحافة والأدب فجر يوم الأربعاء «الأول من شهر ربيع الثاني الجاري» رجل الإعلام والأدب والصحافة، رئيس تحرير صحيفة «الندوة» السابق المرحوم حامد بن حسن مطاوع إلى مثواه الأخير بمقابر المعلاة، بعد حياة كانت حافلة بالعلم والثقافة والأدب، وكان يتصف برجل البر والإحسان. فمنذ قراءتي للخبر أجهشت عيناي بالبكاء على رحيله، فقد عرفت حامد مطاوع على مدى سنوات كثيرة، عندما كنت أعمل محرراً صحافياً بصحيفة «الندوة» على مدى 13 عاماً تقريباً، وكان لنا بمثابة الأب الذي كان دائماً يسدي لنا النصائح والإرشادات والتوجيهات في العمل الصحافي، إذ كان، يرحمه الله، شعلة من النشاط والعمل الجاد الدؤوب، وكان لا يغادر الصحيفة إلا آخر الليل حتى يطمئن على طبع الصحيفة، وكان رجل المواقف الصعبة، فكان يقف دائماً مع أبنائه العاملين معه في الصحيفة في كل الشدائد وفي الضائقات والمحن، فكم من مواقف محرجة تعرضت لها خلال عملي الصحافي، وكان لنا نعم الأب المثالي والحنون، وكان دائماً كثير السؤال والإلحاح عن أبنائه العاملين في الصحيفة، ليس من ناحية العمل بل حتى الأمور الإنسانية الأخرى، وكان يشاركنا أفراحنا وأحزاننا. أسأل الله جلت قدرته أن يتغمده بواسع رحمته ومغفرته، وأن يسكنه فسيح جناته مع الصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقاً، إنه سميع مجيب الدعوات. ومن هذا الموقف أعزي نفسي، قبل أن أعزي أسرته وأحباءه، في رحيله إلى مثواه ألأخير، وأن يعوضنا الله في رحيله خيراً، ويبدله داراً خيراً من داره، وأقول إلى جنة الخلد... يا «أبا إنمار» إن شاء الله. قال الشاعر: كل ابن أنثى وإن طالت سلامته يوماً على آلة حدباء محمول نزار عبداللطيف بنجابي - جدة