أعلن الجيش الاسرائيلي تكثيف منذ صباح الخميس طلعاته الجوية ونشاطاته العسكرية عند الحدود الشمالية، وتحديداً بالقرب من منطقة جبل الشيخ. واشار الى ان "قوات معززة من سلاح المدرعات انتشرت على طول الحدود في اعقاب تهديدات الرئيس السوري، بشار الاسد"، بالرد على القصف الاسرائيلي على سورية، في اعقاب عملية التفجير التي وقعت عند الحدود واصيب فيها اربعة جنود اسرائيليين. وعلى رغم الهدوء الذي يسود الحدود السورية الا ان القلق الاسرائيلي من احتمال تدهور مفاجئ يتصاعد لدى جهات اسرائيلية عدة. وتتوقع جهات استخبارية تكرار عمليات تستهدف دوريات الجيش الاسرائيلي عند الحدود. ويرى الخبير في شؤون الشرق الاوسط، ايال زيسر، ان "تسخين الاوضاع على الحدود الشمالية، لم يات صدفة وله علاقة بالذكرى السنوية الرابعة لاندلاع الحرب الاهلية في سورية". ووفق زيسر فان هذه العمليات هي الاخطر منذ الاربعين سنة الاخيرة، منذ توقيع اتفاق فصل القوات بعد حرب اكتوبر 73 وانتهاء الحرب على الجبهة السورية. ويقول ان "اسرائيل لا تحظى بالاهتمام حاليا من قبل الاطراف المتنازعة في سورية، فالنظام يغوص في حرب البقاء وليس معنياً بالدخول في مواجهة مع اسرائيل يمكنها ان تؤدي الى سقوطه، وحزب الله يفهم المخاطر الكامنة في انجراره الى حرب مع اسرائيل"، والتي يمكنها ان تصيب املاكه في لبنان، والمتمردون يكرسون كل قوتهم لمحاربة الأسد بل ويكنون التقدير لإسرائيل على ما تقدمه لهم من مساعدات. لكن المشكلة، يضيف زيسر، هي ان "الجيش السوري لم يعد يسيطر على الحدود، وفي الواقع الناشئ من الفوضى لا يمكن منع الاحداث على الحدود، وفي المقابل لا تريد سورية ومنظمة حزب الله ترك الخطوات الاسرائيلية التي تمثلت بعمليات القصف داخل سورية ولبنان، بدون رد وتعتقدان انه يمكن استغلال حالة الفوضى على الحدود لضرب اسرائيل على أمل ان يتم استيعاب الاحداث على امتداد الحدود ومنع اشتعال حرب واسعة". ولا يسقط الاسرائيليون من حساباتهم ايضا ان تستغل المجموعات الإسلامية الراديكالية التي يتبع بعضها للقاعدة، هذه الأوضاع، لمحاولة تسخين الحدود مع اسرائيل بهدف جرها الى حرب مع النظام السوري، وأيضا كي تحظى بالنقاط من قبل جمهورها المؤمن من خلال الاظهار بأنها الى جانب محاربة النظام العلوي في دمشق، فإنها لا تهمل العدو الاسرائيلي.