تطغى الخلافات الروسية - الأميركية على لقاء الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند بنظيره الروسي فلاديمير بوتين في موسكو اليوم. ويتوقع أن يعترض ذلك محاولة باريس تشكيل ائتلاف كبير لمحاربة تنظيم «داعش» الذي تبنى اعتداءات العاصمة الفرنسية في 13 الشهر الجاري والتي حصدت 130 قتيلاً. وأبدى أوباما تحفظات كبيرة عن إمكانات التعاون مع روسيا في الملف السوري، طالما لم ينفذ نظيره الروسي «تغييراً استراتيجياً»، خصوصاً على صعيد دعمه الرئيس السوري بشار الأسد. وحاولت بروكسيل أمس استعادة نمط حياتها المعتاد على رغم إبقاء التحذير من هجوم إرهابي في أقصى مستوياته، إذ أعادت تشغيل خطوط المترو تدريجاً وفتحت المدارس وسط رقابة أمنية مشددة، فيما أصدر القضاء الفرنسي في ظل حال الطوارئ المطبقة منذ اعتداءات باريس، حكماً بالسجن لمدة سنتين مع وقف التنفيذ في حق عبد الإله الدندشي الملقب ب «الأمير الأبيض»، غداة دهم الشرطة منزله حيث لم تعثر إلا على بندقية صيد. وروّج الدندشي الذي اتخذ لنفسه اسم أوليفييه كوريل لدى نيله الجنسية الفرنسية، للسلفية، بذريعة إعطاء دروس في الدين في منزله الذي تردد عليه الإرهابي محمد مراح مرتكب هجمات تولوز التي أسفرت عن مقتل ثلاثة عسكريين من أصول مغاربية وأربعة يهود عام 2012، كما تردد عليه فابيان كلان الذي تلا في تسجيل صوتي بيان تبني تنظيم «داعش» اعتداءات باريس. وأصدر القضاء البلجيكي مذكرة اعتقال دولية في حق مشبوه يدعى محمد عبريني (30 سنة) أظهرت التحقيقات أنه شارك في مجزرة باريس، ويعتقد بأنه جهّز الأحزمة الناسفة المستخدمة. وورد في بيانين أصدرتهما الشرطة البلجيكية والفرنسية في وقت واحد، أن «عبريني مصدر خطر ومسلح على الأرجح، وهو ملاحق بموجب مذكرة اعتقال دولية». ووزعت صور لعبريني دعت من يتعرف إليه لعدم الإقدام على أي مبادرة حياله، والاكتفاء بالاتصال بالجهاز المختص. وأفادت معلومات بأنه مكث في سورية، وأنه «مولع بالمتفجرات». وكان مدعي عام الجمهورية الفرنسية فرانسوا مولانس كشف في مؤتمر صحافي أن صوراً التقطت لعبريني في محطة وقود في ريسون بضاحية باريس الشمالية في 11 الشهر الجاري، حين كان يقود سيارة «رينو كليو» استخدمت بعد يومين في أحد الهجمات الثلاثة التي استهدفت باريس. وذكر مولانس أن عبريني كان في رفقة صلاح عبد السلام الذي كان استأجر سيارات وشقتين استخدمها الإرهابيون. وعبد السلام بدوره ملاحق بموجب مذكرة اعتقال دولية منذ المجزرة. وأشار مولانس إلى أن باريس نجت من هجومين آخرين جرى تحضيرهما، أحدهما في منطقة لا ديفانس حيث مقار الشركات الفرنسية والأجنبية الكبيرة، والثاني في الدائرة ال18 من باريس. وأوضح أن اقتحام القوات الخاصة شقة في ضاحية سان دوني في 19 الجاري والذي تسبب بمقتل عبد الحميد أباعود الذي تولى تجنيد جهاديين أوروبيين لحساب «داعش» وقريبته حسنة بلحسن، إضافة إلى شخص آخر لا تزال هويته مجهولة، أجهض العملية في حي لا ديفانس. ورأى المدعي العام أن فرار صلاح عبد السلام والعثور على حزام ناسف ملقى في مكب مهملات في أحد شوارع الدائرة ال18، يوحي بأنه عدل عن تفجير نفسه لسبب غير معروف. كما أشار إلى أن التدقيق في الهواتف الخليوية للإرهابيين أظهر أن أباعود تنقل بين مسرح باتكلان والدائرتين العاشرة والحادية عشرة في باريس، حيث استُهدفت مطاعم ومقاهٍ.