استقبل الفلسطينيون وزير الخارجية الأميركي جون كيري بتظاهرات عكست شكوكهم في أهداف الزيارة، واستياءهم من إدانته «الهجمات الإرهابية» الفلسطينية أمس، وطالبوه بحلول سياسية تضمن وقف الاستيطان وليس الاكتفاء بإجراءات اقتصادية لبناء الثقة، في وقت تردد إعلامياً في إسرائيل أن رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو طالب كيري بالاعتراف بضم الكتل الاستيطانية الكبرى الى إسرائيل في مقابل رزمة من التسهيلات للفلسطينيين. وتزامن وصول طائرة كيري الى تل أبيب بهجوم دهس خلاله فلسطيني بسيارته مجموعة من العسكريين الإسرائيليين جنوب نابلس، ما أسفر عن إصابة أربعة جنود، أحدهم ضابط كبير، واستشهاد المهاجم. وأجرى كيري محادثات مع الرئيس محمود عباس مساء أمس في رام الله، حيث قلل مسؤولون فلسطينيون من أهمية الخطوات التي اقترحها الوزير الأميركي لإعادة بناء الثقة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، والمتمثلة في توسيع مساحة سيطرة السلطة، خصوصاً في المناطق الريفية، وتخفيف القيود المفروضة على الاستثمار في هذه المناطق وعلى الحركة التجارية مع إسرائيل والخارج. وقال مسؤول مقرّب من عباس: «المطلوب حلول سياسية وليس اقتصادية»، مضيفاً: «أي خطوات لا تتضمن وقف الاستيطان وإطلاق أسرى ما قبل اتفاق أوسلو لن تكون خطوات بناء ثقة، ولن تؤدي الى أي وقف للهبّة الشعبية». وذكرت صحيفة «هآرتس» أمس أن نتانياهو كان طرح على كيري في لقائهما في واشنطن قبل أسبوعين مقايضة «خطوات جدية إسرائيلية» لدعم اقتصاد السلطة الفلسطينية باعتراف الولاياتالمتحدة بالكتل الاستيطانية الكبرى جزءاً من إسرائيل وبحقها في البناء فيها. وأضافت أن كيري الذي طالب نتانياهو باتخاذ خطوات كهذه تؤكد التزام إسرائيل حل الدولتين، «شعر بخيبة أمل» من شروط نتانياهو. ووصل كيري الى رام الله قادماً من تل أبيب حيث استقبلته إسرائيل بالتهديد بإجراءات أكثر تشدداً بحق الفلسطينيين، منها طرد عائلات منفذي الهجمات الى قطاع غزة. ولخّص نتانياهو الزيارة قبل أن تبدأ بالقول إنه لا يمكن الحديث عن السلام فيما «الإرهاب منفلت هنا وفي العالم». ولاحقاً، قال نتانياهو في مؤتمر صحافي مشترك مع ضيفه: «لا يمكن أن يتحقق السلام عندما تحصل عمليات إرهابية»، مضيفاً أن «العالم شهد هجوماً من جانب الإسلام المتطرف، وإسرائيل تحارب هذه القوى بصورة مباشرة، وتحارب مصادر التحريض بصورة غير مباشرة». ودعا المجتمع الدولي إلى دعم إسرائيل في معركتها ضد الإرهاب،» فهذه ليست معركتنا فقط إنما معركة الجميع». من جانبه، قال كيري إن لإسرائيل الحق، بل الواجب، في الدفاع عن نفسها وعن مواطنيها، مضيفاً: «لا يمكن أي شعب في أي مكان أن يعيش مع عنف يومي وهجمات في الشوارع بواسطة سكاكين أو مقصات أو سيارات، وواضح أن هذه الهجمات الإرهابية تستحق التنديد الصادر، وبدوري أريد الإعراب عن تنديدي التام بأي عمل إرهابي يستهدف أبرياء». وزاد أنه حضر «لبحث السبل الممكنة للعمل المشترك من أجل صد الإرهاب والعنف ورسم طريق للتقدم واستعادة الهدوء».