أكد كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات، في تصريح صحفي، أن السلطة الفلسطينية معنية بإنجاح الجولة القادمة لوزير الخارجية الأمريكي جون كيري لاستئناف مفاوضات التسوية، مشدداً على أن استمرار ممارسات الحكومة الإسرائيلية ستعرقل أي جهود أو مقترحات قادمة. وشدد عريقات على أن السلطة الفلسطينية في الأحوال كافة متمسكة بمواقفها المطالبة بإلزام الاحتلال الإسرائيلي بوقف الاستيطان وإطلاق سراح الأسرى المعتقلين قبل اتفاق أوسلو والقبول بمبدأ حل الدولتين، مشيراً إلى أن هذه التزامات على الحكومة الإسرائيلية، وليست شروطاً. ونفى عريقات كل ما توارد على وسائل الإعلام من مبادرات قُدمت من الجانب الإسرائيلي أو من الإدارة الأمريكية حول وقف جزئي للاستيطان أو إطلاق سراح أسرى على مراحل أو تحديد سقف زمني للمفاوضات. واستطرد عريقات «كل ما نشر على وسائل الإعلام استباق للأمور ومحاولة لاختبار موقف السلطة، ولكن في الحقيقة كيري لم يقدم أي مبادرة كاملة لحل الصراع أو البدء بمفاوضات». هذا، وأفادت مصادر دبلوماسية غربية أمس الأحد بأن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري سيزور المنطقة الأسبوع الجاري حاملاً معه رزمة حوافز للجانبين الفلسطيني والإسرائيلي للعودة إلى طاولة المفاوضات. وبحسب المصادر ذاتها فإن كيري سيحمل خلال لقائه الرئيس محمود عباس اقتراحاته للفلسطينيين في شأن درجة تجميد البناء الاستيطاني وشكله، وشكل إطلاق المعتقلين منذ ما قبل اتفاق أوسلو، وعددهم 104 أسرى والخطة الاقتصادية. وأوضحت المصادر عينها أن كيري سيبحث المطالب الفلسطينية مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قبل أن يحمل اقتراحاته النهائية إلى الرئيس الفلسطيني. وقال عريقات: إن السلطة لا علم لديها عن طبيعة الحوافز أو المبادرات التي يحملها في جعبته، لكننا نريد إنجاح جهوده حتى نصل إلى حل يخلصنا من هذا الاحتلال. وأضاف كبير المفاوضين الفلسطينيين «كيري أبلغنا بعودته إلى المنطقة التي من المحتمل أن تكون خلال الأسبوع الجاري، وأيًا كانت المبادرات التي سيقدمها فإن الشيء الوحيد الذي من شأنه إنجاحها هو التزام الجانب الإسرائيلي بالتزاماته بوقف الاستيطان والحصار والإغلاق وإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين المعتقلين قبل اتفاق أوسلو». وشدد عريقات على أن أي مبادرات جديدة يقدمها كيري ستُعرض على القيادة الفلسطينية لدراستها واتخاذ القرارات المناسبة تجاهها. ويواصل كيري منذ توليه حقيبة الخارجية الأمريكية جولاته المكوكية في محاولة لاستئناف مفاوضات التسوية المتعثرة منذ سنوات عدة.