في غضون عامين، سيُطرح في أسواق بنغلادش حذاء للتنس بيورو واحد. وسيكون ثمرة التعاون بين شركة الألبسة الرياضية "أديداس" والاقتصادي محمد يونس حامل جائزة نوبل للسلام. وقد وقع الطرفان في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي. سيحمل الحذاء مواصفات فنية جيدة، وبالتالي سيكون الأرخص عالمياً، علماً أن ظاهرة تصنيع أحذية رياضية بمواصفات عالية وجعلها في متناول الجميع، إنطلقت من الولاياتالمتحدة قبل نحو 14 عاماً، من خلال نجوم كرة السلة في دوري المحترفين وفي مقدمهم شاكيل أوينل وحكيم أولاجون. فقد عمد نجوم إلى "إطلاق" أحذية رياضية تحمل أسماءهم وتتميز ب"خطوط" خاصة، تلبية لحاجة اجتماعية، لكنها درّت أموالاً طائلة وأضحت استثماراً حصد ملايين الدولارات، علماً أن أسعار هذه الأحذية متدنية قياساً إلى الماركات والطرز التي تحمل توقيع النجوم وينتعلونها خلال مبارياتهم. وفي هذا الاطار، تهافتت شركات ألبسة رياضية على الفوز بعقود "إحتكار" لهذه الموديلات ثم طورتها، فكانت المنفعة مزدوجة. اشتهر حذاء "دنكن مان" الذي أطلقه أونيل وبلغ ثمنه 32 دولاراً، وراج في مطلع الألفية الثالثة، وتعدّت سوقه الولاياتالمتحدة إلى الصين عام 2006. يكشف أونيل أن فكرة هذا الاستثمار "الانساني" راودته صدفة عام 1996، وكان لا يزال لاعباً في اورلاندو ماجيك، حين إلتقى سيدة "بائسة" سألته لماذا لا تصنّع أحذية رياضية بأسعار متهاودة، ووجهت كلامها اليه من باب الاتهام بجني ثروات وترك الأولاد يتألمون لعدم استطاعتهم الحصول على أحذية رياضية كالتي ينتعلها نجومهم المفضلون. وردّ أونيل مدافعاً عن نفسه موضحاً أن المُصنّع هو شركة "ريبوك"، وهي من يحدد السعر البالغ 200 دولار. وبادر إلى إهدائها حذائه لكنها رفضته. بعد مرور 14 عاماً، بيعت 4.5 وحدة من "دنكن مان" الذي عُرف بخطوط عصرية عام 2002، أي ضعفي العدد الذي بيع منه نموذج ليبرون جيمس الذي صنعته "نايكي". وقال أونيل لمجلة "فوربس": "لم يقبل والدي يوماً أن يهديني حذاء رياضياً سعره 150 دولاراً او 200 دولار". وبادرة أونيل وزملاء له جعلت عائلات كثيرة "معدمة" توفر لأولادها أحذية رياضية من الماركات الشهيرة ونوعيتها الجيدة بكلفة منخفضة. وأثمرت هذه اللفتات "الخيرية" وفق معادلة اقتصادية مجزية في الوقت عينه ثروات، اذ بلغ حجم المبيعات 2.6 بليون دولار في السوق الأميركية وحدها عام 2006. وأدى التوجه إلى السوق الصينية من خلال الارتباط بعقد جانبي مع"ابن البلد" النجم لي نينغ (لاعب هيوستن روكتس) إلى بيع 8 ملايين وحدة من "دنكن مان" بين العامين 2006 و2008، والى بلوغ رقم مماثل عام 2009. ومردّ هذا النجاح إلى رخص ثمن هذا الحذاء نظراً لتصنيعه في الصين واستخدام مواد أقل كلفة لكن من نوعية جيدة. وإذا كانت شهرة حذاء أونيل بلغت آفاقاً رحبة، فإن أولاجون أطلق موديل "حكيم الحلم" عام 1996 أيضاً وبلغ ثمنه 35 دولاراً. وسوّق ستيفان ماربوري "ستاربوري" عام 2006 عبر مواقع إلكترونية مثل "أمازون" ب14.99 دولاراً. وتعاون آل هارينغتون مع ستيفان جاكسون جناح فريق تشارلوت فاطلقا "بروتيجيه" العام الماضي ب34.99 دولاراً، واعتمدا شبكة التوزيع الرائدة " كي مارت" لتسويقه في أميركا، فبيع منه أكثر من مليون نسخة. وهما يخططان ليشتريه 10 ملايين شخص من الأكثر فقراً في غضون 10 سنوات، قبل توزيعه في بلدان العالم الثالث.