كسر الفرع المصري لتنظيم «داعش» الهدوء الميداني الذي رافق الانتخابات النيابية، بهجوم انتحاري مركب نفذه صباح أمس مستهدفاً القضاة المكلفين بالإشراف على الانتخابات في شمال سيناء، ما أدى إلى مقتل خمسة أشخاص على الأقل، بينهم قاضيان، وجرح 12 آخرين هم قاضيان وثلاثة ضباط شرطة و5 جنود ومدنيان. وبعدما مر يوما الاقتراع بهدوء وانتهى القضاة من فرز الأصوات وإعلان النتائج أمس، باغت تنظيم «ولاية سيناء» قوات الأمن بهجوم انتحاري مُركّب استهدف فندق «سويس إن» في العريش، حيث مقر إقامة عشرات القضاة المشرفين على الانتخابات في شمال سيناء. وظهر من طريقة تنفيذ الهجوم أن التنظيم درس جيداً الإجراءات الأمنية المُشددة المُتخذة لتأمين القضاة، إذ ناور بتفجير سيارة مُفخخة قرب الحاجز الأمني أمام الفندق الذي أحيط بأطواق أمنية تمنع اختراق أي سيارات محيطة، قبل أن يستغل انتحاري آخر الفوضى التي ترتبت على التفجير، ويتسلل إلى الفندق من جهة خلفية، ليقتل ويصيب بسلاح آلي القضاة وأفراد الشرطة، قبل أن يفجر نفسه بحزام ناسف في بهو الفندق. وأفادت مصادر أمنية بأن مسلحين أطلقوا النار صوب قوات الشرطة المُكلفة تأمين الفندق قبل اقتحام السيارة المفخخة محيط الطوق الأمني. وتحطمت واجهة الفندق في شكل كبير وانهارت نوافذه وأبوابه وجدران فيه. ويقع الفندق على الطريق الدولي الساحلي المار بمدينة العريش ويطل مباشرة على شاطئ البحر المتوسط. وفي حين قال الجيش إن 3 «إرهابيين» شنوا الهجوم، بينهم انتحاريان، قالت وزارة الداخلية إن انتحاريين اثنين نفذا الهجوم، وهي الرواية التي تتماشى مع بيان تبني «داعش» للهجوم الذي نشر صورتي المهاجمين اللذين بدا من كنيتيهما اللتين حملتا لقب «المهاجر» أنهما ليسا من أهالي سيناء. وعرّف التنظيم قائد السيارة المفخخة باسم «أبو حمزة المهاجر»، فيما قال إن كنية الانتحاري الذي اقتحم الفندق هي «أبو وضاء المهاجر». ونعت اللجنة العليا للانتخابات القاضيين وألغت مؤتمراً صحافياً كان مقرراً لإعلان نتائج تصويت المغتربين، حداداً عليهما. ودانت وزارة العدل ونادي القضاة والأزهر ودار الإفتاء الهجوم. ولم تظهر النتائج الأولية للجولة الأولى من المرحلة الثانية والأخيرة للانتخابات النيابية حصول تغيرات جوهرية في موازين القوى التي أفرزتها المرحلة الأولى، إذ فازت قائمة «في حب مصر» التي يقودها مسؤولون عسكريون وأمنيون سابقون محسوبون على الرئيس عبدالفتاح السيسي، بجميع المقاعد المخصصة لنظام القوائم في هذه المرحلة (60 مقعداً)، بعدما فازت بالمقاعد الستين المخصصة للقوائم في المرحلة الأولى. وأرجئ حسم غالبية مقاعد النظام الفردي إلى جولة الإعادة المقررة مطلع الشهر المقبل، إذ حُسم مصير 12 مقعداً فقط من أصل 222 مقعداً فردياً مخصصاً لهذه المرحلة. وشكل المستقلون ثلثي المرشحين الذين سيخوضون جولة الإعادة للمنافسة على 210 مقاعد، فيما جاء ترتيب الأحزاب المنافسة على هذه المقاعد مماثلاً لترتيبها في المرحلة الأولى. وتصدر حزب «المصريين الأحرار» بقيادة رجل الأعمال البارز نجيب ساويرس المنافسة ب52 مرشحاً، يليه حزب «مستقبل وطن» المحسوب على أجهزة رسمية ب50 مرشحاً، ثم حزب «الوفد» ب43 مرشحاً، فيما استمر تراجع حزب «النور» السلفي الذي يخوض 8 فقط من مرشحيه الإعادة.