تكمن عبقرية التسويق في إمكان الربط بين الخارج والداخل، الأسواق والعمل التجاري، العملاء والمساهمين، الإبداع والتحليل والوعود والواقع. ويتمتع عباقرة التسويق بالذكاء والإبداع، ما يمكّنهم من انتهاز أفضل الفرص وتحقيق نتائج جيدة. وسعياً إلى إنجاح التسويق وجعله القوة الدافعة للعمل التجاري، لإكسابه التأثير والاحترام الذي يستحقه كمجال للاحتراف، أعدّ الخبير في استراتيجيات الأعمال والمستشار لقادة الأعمال حول العالم بيتر فيسك، كتابه «عبقرية التسويق» (ترجمة أحمد طاهر - مكتبة عالم الكتب - 622 صفحة). وأشار في الكتاب إلى أن كل شركة «تواجه حالياً في زمن يسوده التعقيد، تحولاً واضطراباً وفرصاً. وستحوّل أفضل الأفكار الشركات إلى مؤسسات جيدة، ويصبح الزبائن، لا رأس المال، الموارد الأكثر ندرة في الأسواق». وسيمثل المفهوم وليس إدارة المعرفة أهمية أكبر في المستقبل. لكن لماذا يعتقد فيسك أن المسوقين هم الأفضل والأكثر استعداداً لمواجهة هذه التحديات ومثيلاتها؟ فيوجز المؤلف الإجابة في أن «أساليب التسويق التقليدية أصبحت في مهب الريح، إذ منع 54 في المئة من مستهلكي الولاياتالمتحدة خاصية التسوق الهاتفي، وتُتخذ قرارات الشراء في لحظة (في المتوسط)، ويُتخذ القرار لشراء العلامة التجارية في 2.6 ثانية. وباتت التكنولوجيا محور عادتنا الشرائية، إذ يستخدم 42 في المئة من المستهلكين الإنترنت قبل شراء سيارة جديدة. ويعطي فيسك أمثلة عن شخصيات ناجحة، طالباً من المسوقين الاقتداء بنماذجهم وأساليبهم. على سبيل المثال: شعور ستيف غوبز من شركة «آبل» برؤية الفرص الناشئة في الأسواق، والتعامل معها من خلال رؤية جيف بيزوس من شركة أمازون، وإشراف ميغ دايسون وتوجيهها، وبروح التحدي والمثابرة لدى مايكل أوليري امبراطور الخطوط الجوية المتدنية التكلفة، فضلاً عن إمكان تخيل إنشاء علامات تجارية راسخة، مثلما فعل سكوت بيدبري لشركتي «ستارباكس» و «نايكي» أو من خلال الخروج عن المألوف مثلما فعل بيتر فان ستولك مؤسس «جونز صودا»، أو بروح الإبداع لدى الفتى الذهبي في مجال الدعاية والإعلان تريفور بيتي، او تقديم خبرات باستخدام اللمسات الجمالية لجوناثان ايف مصمم جهاز «أي بود»، وشغف صاحب سلسلة مطاعم جوليان ميتكالف وفاعلية جيم ستينغيل كبير المسوقين في بروكتر أند غامبل.