أعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الأربعاء الماضي، تعيين الديبلوماسي الإيطالي فيليبو غراندي في منصب المفوض الأعلى للاجئين، وستكون مهمته التصدي لأزمة، أكبر موجات لجوء منذ الحرب العالمية الثانية. وشغل غراندي (58 عاماً) منصب رئيس «وكالة الأممالمتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين» (أونروا) من العام 2010 إلى العام 2014، وسيتسلم غراندي منصبه الجديد في الأول من كانون الثاني (يناير) 2016، خلفاً للبرتغالي أنتونيو غوتيريس الذي شغل المنصب منذ العام 2005. ويتوجب على المفوض الجديد الذي يتمتع بتاريخ مهني طويل مع مفوضية شوؤن اللاجئين والذي انتخب من قبل الجمعية العمومية للامم المتحدة، القيام بمهام عدة لحل لأزمة اللاجئين، وتخفيف الصعوبات عنهم. وقَدَمَ أكثر من 200 ألف شخص من طريق البحر الأبيض إلى أوروبا في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي وهو رقم قياسي شهري. ونقل «مركز أنباء الاممالمتحدة»، عن بان كي مون قوله: «يجب اتباع ثمانية مبادئ توجيهية للنهوض بمستوى التأهب، بدءا من إنقاذ الأرواح». وأضاف انه «يتعين علينا أن نوجه جهودنا إلى آليات صلبة للبحث والإنقاذ». وتابع أنه «من الضروري توفير الحماية، وعدم التمييز، والإستعداد للفصل في المطالبات على نحو أفضل، والمشاركة في مسؤولية زيادة أماكن إعادة توطين اللاجئين، وتحسين التعاون بين بلدان المنشأ والعبور والمقصد، وضمان قنوات آمنة وقانونية للاجئين والمهاجرين، واستباق التحديات المستقبلية، بما في ذلك محنة أولئك الفارين من المناطق التي تتدمر تدريجياً بسبب تغير المناخ». وقال: «معا، يجب أن نترجم هذه المبادئ إلى واقع ملموس». وأبرز اعمال غراندي في «أونروا»، قيادة مبادرة اصلاح جذرية وفرعية عرفت باسم «مبادرة التطوير التنظيمي» عملت على تنظيم وتبسيط الأنظمة الإدارية وعلى تحسين تقديم الخدمات المجتمعية للاجئين الذين وصل عددهم إلى 4.9 مليون شخص، كما عمل أيضا على زيادة عدد الجهات المانحة للوكالة. وكان لقيادته أثر كبير في زيادة التبرعات التي حصلت عليها الوكالة من الدول والمنظمات العربية والخليجية. وقام غراندي بتعيين المغني الفلسطيني محمد عساف، أول سفير للوكالة للنوايا الحسنة. كما بدأت الوكالة في عهده بمبادرة تاريخية لترقيم أرشيفها الكبير من الصور الفوترغرافية والأفلام التي تؤرخ تجربة لاجئي فلسطين. وعمل المفوض العام على الدفاع عن الاحترام الكامل لحقوق لاجئي «أونروا» الفلسطينين الذين يعيشون تحت الحصار الإسرائيلي في الضفة الغربية أو في المناطق المحاصرة في سورية. وكان من أولويات غراندي إدخال مواد البناء إلى غزة لإعادة بناء المنازل والملاجىء التي دمرت في الحرب. واستلم 10 مليون دولار من اسرائيل للمرة الاولى لتعويض خسائر هجمات اسرائيلية استهدفت مستودع ادوية تابع ل«أونروا»، وطالبت الاممالمتحدة مراراً بتعويض المرات التي تسبب فيها الاسرائيليون بخسائر في الارواح او السلع. وعملت زيارته إلى مخيم اليرموك في دمشق في شباط (فيراير) الماضي إلى قيام وسائل الاعلام الدولية بتسليط الضوء على ما اسماه غراندي «المعاناة المأساوية» والعميقة للفلسطينيين وللمدنيين كافة في سورية. وقال غراندي إن «قلقي على اللاجئين الفلسطينيين ودفاعي عنهم لا ينتهي بمغادرتي فلسطين. إنني احمل معي بعد نحو عقد من الزمان ارتباطا عميقا بهذه الأرض وبشعبها. انهم سيجدون العدالة في نهاية المطاف». وعمل غراندي قبل انضمامه ل«اونروا» في مجموعة متنوعة من البلدان، بما في ذلك السودان وسورية وتركيا والعراق بعد حرب الخليج الأولى. وترأس عددا من عمليات الطوارئ في كينيا وبنين وغانا وليبيريا ومنطقة البحيرات الكبرى في أفريقيا الوسطى واليمن وأفغانستان. وكان المنسق الميداني للأنشطة الإنسانية للمفوضية والأممالمتحدة بين عامي 1996 و1997 في جمهورية الكونغو الديموقراطية خلال الحرب الأهلية. وشغل منصب رئيس بعثة الأممالمتحدة في مفوضية الأممالمتحدة لشؤون اللاجئين في أفغانستان من العام 1997 إلى العام 2001، وعمل في المكتب التنفيذي للمفوضية في جنيف مساعداً خاصاً، ثم رئيساً للأركان. ومن عام 2001 إلى عام 2004، شغل منصب رئيس المفوضية العليا للاجئين. وانضم غراندي لبعثة الأممالمتحدة للمساعدة في أفغانستان في عام 2004، حيث شغل منصب نائب الممثل الخاص للأمين العام المسؤول عن الشؤون السياسية. وانتقل غراندي لوكالة «أونروا» في تشرين الأول (اكتوبر) 2005، وشغل منصب نائب للمفوض العام، ثم أصبح المفوض العام للوكالة العام 2010 حتى 29 آذار (مارس) العام الماضي. وحصل غراندي على درجتي بكالوريوس في الفلسفة والتاريخ الحديث من جامعة روما وجامعة ميلان.