عزت مصادر أبرز المعوقات أمام التوسع في برامج التدريب التقني والمهني في السعودية، إلى عدم وجود خطة تنفيذية واضحة في الجامعات لتحقيق ما ورد في الخطة المستقبلية للتعليم الجامعي في المملكة عبر مشروع «آفاق»، الذي وافق عليه المقام السامي قبل نحو 4 أعوام، الذي تضمن تعديل نسبة القيد لخريجي الثانوية العامة في الجامعات من 92 في المئة إلى 55 في المئة، فيما يتجه 25 في المئة إلى معاهد وكليات المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني، و15 في المئة إلى كليات المجتمع، و5 في المئة إلى مؤسسات أخرى. وبحسب «آفاق» يتوجب الوصول إلى إلحاق 170 ألف طالب سنوياً (ثلاثة أضعاف العدد الحالي) بالتدريب التقني والمهني، و225 ألف طالب في الجامعات (تقليص المقاعد المتاحة بنسبة 40 في المئة)، لتحقيق ما ورد في الأمر الملكي في نهاية الخطة العاشرة (2019). وكشفت المصادر أن نسبة القبول في الجامعات بقيت «مرتفعة جداً»، وفي تخصصات لا تحتاج إليها سوق العمل، مشيرة إلى أن البوابة الإلكترونية لوزارة التعليم (وزارة التعليم العالي سابقاً)، أكدت التوسع في قيد الطلاب العام الماضي بنسبة 10 في المئة عن العام الذي يسبقه. وأكدت المصادر نفسها (فضلت عدم الإفصاح عن هويتها) أن قبول ما يزيد على 90 في المئة من خريجي الثانوية في الجامعات السعودية، ومقارنته في نسبة ما تم قبولهم في جامعات دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، وهي 56 في المئة، كان له أثر سلبي في القيد المحدد للتدريب التقني والمهني في المملكة، الذي لم يتجاوز 10 في المئة، مقارنة بنحو 40 في المئة في دول المنظمة، وهذا ما يتوافق مع ما ورد في خطة آفاق. وبحسب تقديرات رسمية، يتجه ما بين 68 في المئة إلى 88 في المئة من الطلاب في المملكة إلى الجامعات سنوياً، فيما نسب الالتحاق السنوي في التدريب التقني والمهني في جميع مناطق المملكة أقل من الأهداف. من جانبه، قال المتحدث باسم المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني فهد العتيبي في تصريح ل«الحياة»: «إن هناك حاجة ماسة لاتخاذ التدابير اللازمة لقبول 12 ألف متدرب ومتدربة سنوياً، في كل من منطقتي الرياض ومكة المكرمة، و9 آلاف متدرب ومتدربة سنوياً في الشرقية، و5 آلاف متدرب ومتدربة سنوياً في المدينةالمنورة، لتحقيق ما ورد ضمن مشروع آفاق، من أجل تخطيط القدرة الاستيعابية والقبول لمؤسسات التعليم والتدريب ما بعد الثانوي». ولفت العتيبي إلى أن ذلك يعني حاجة المؤسسة إلى «نحو 2.5 مليون متر مربع في كل من منطقتي الرياض ومكة المكرمة، و1.8 مليون متر مربع في المنطقة الشرقية، ومليون متر مربع في المدينةالمنورة، التي لا تتوافر حالياً. كما يتطلب التزام الجامعات في بقية المناطق بمعدل القيد، وفقاً لآفاق»، مؤكداً في الوقت ذاته أن برامج التدريب التقني والمهني تشهد إقبالاً متزايداً من خريجي الثانوية، وهناك أيضاً إقبال من القطاع الخاص على توظيف واستقطاب الخريجين، إذ يصل عدد الخريجين سنوياً إلى نحو 28 ألفاً من الجنسين. وتلقى مركز التنسيق الوظيفي في المؤسسة العام الماضي نحو 30 طلباً وظيفياً للخريجين من القطاعين العام والخاص، ما يُعد مؤشراً واضحاً على حاجة سوق العمل إلى خريجي برامج التدريب التقني والمهني.