اتّهم مجلس محافظة صلاح الدين، شمال العراق، مندسّين في «الحشد الشعبي» بالاستمرار في تفجير منازل ومساجد بمدينة بيجي، شمال المحافظة، التي تمت استعادتها الشهر الماضي من سيطرة تنظيم «داعش»، فيما توقّع الزعيم الشيعي مقتدى الصدر، قيام «الميليشيات الوقحة» أو «المشعانيين البعثيين» بتنفيذ أعمال التخريب. وقال نائب رئيس مجلس محافظة صلاح الدين فيصل الجبوري، ل «الحياة»، أن «ميليشيات مندسّة لم تُعرف هويتها حتى الآن، أقدمت الأسبوع الماضي على تفجير عشرات المنازل والمساجد في بيجي من دون معرفة الأسباب والدوافع». وأضاف أن «الأهالي المتضررين من تخريب داعش بدأوا بترويج معاملات تعويض للخسائر، لكن في ما يبدو فإن الأمر سيكون صعباً، حيث أن كثراً من السكان تعرّضت أملاكهم للتدمير ليس فقط من داعش، وإنما من ميليشيات مندسّة في الحشد الشعبي». إلى ذلك، قال الناشط المدني عمر عبدالعزيز، مدير منظمة «أمل بيجي»، إحدى منظمات المجتمع المدني، ل «الحياة»، أن «مسلّحين فجروا خلال ال48 ساعة الماضية، جميع المنازل الواقعة على جانبي الشارع العام في قرية البو جواري، شمال بيجي، وتقدّر بالعشرات، إضافة إلى نحو 12 منزلاً في قرية العيثة وسط بيجي وأربعة أخرى في شارع التربية في وسطها، وأحرقوا دائرة الزراعة والتسجيل العقاري (مؤسسات عمومية) إضافة إلى عمارتين سكنيتين تم تفجيرهما وسط المدينة». وتابع أن «أعمال السرقة طاولت مبانيَ حكومية بالساحبات الثقيلة وسلكت الطريق الحولي المار من قرب حي النفط مروراً بحي السكك، ومن جانب محطة القطار نزولاً إلى قرية المزرعة ومن ثم باتجاه بغداد»، مبيناً أن «عدد الساحبات تقارب ال20 يومياً، وتضم أجهزة مسروقة من مصفاة بيجي شمال المدينة». وقال ضابط في قيادة عمليات صلاح الدين ل «الحياة»، أن «قوات الشرطة ترى المسلّحين لكن ليس في إمكانها أن تمنعهم أو تمنع تلك السرقات، حيث أن سلطتهم أعلى وعندما نسألهم يقولون نحن حشد لا دخل لكم بنا»، مبيناً أن «خلافات وتبادل إطلاق النار تقع دائماً عندما يحاولون منعهم من السرقة». وينفي قادة في «الحشد الشعبي» قيام عناصره بتدمير تلك المنازل والمباني، مؤكداً أن بعض الجهات تحاول تشويه صورة الحشد الذي تمكّن من استعادة بيجي. وكان مسؤولون في بيجي أكدوا ل «الحياة»، أن المدينة باتت نصف مدمّرة بسبب الحرب التي شهدتها، وكذلك هي حال المصفاة النفطية التي تعدّ الأكبر في العراق وتقع شمال المدينة. وقال مقتدى الصدر أن تهديم البيوت في بيجي أفعال غير مسؤولة لا تمثل الحشد الشعبي. وأضاف الصدر في إجابة عن سؤال لأحد أتباعه: «لعله من بعض الميليشيات الوقحة أو من المشعانيين (في إشارة إلى النائب مشعان الجبوري الذي ينحدر من صلاح الدين وعلى خلافات سياسية مع بعض قادة المحافظة) البعثيين لتصفية أحقادهم السياسية يقومون بتلك الأعمال، أو ردود فعل عفوية لما رأوه من أفعال الدواعش أو لعلها بيوت قد فخخها الإرهابيون فاضطروا لتدميرها»، مؤكداً أنه «لا يجوز تدمير البيوت، بل يجب السعي الى إرجاعها لمالكيها ما لم يكونوا أعلنوا العداء للوطن والدين والمذهب».