حققت قوات من «الحشد الشعبي»، التي تتولى حماية حدود محافظة صلاح الدين، تقدماً نحو معاقل تنظيم «داعش» في محافظة الأنبار بعدما تركت مواقعها، للمرة الأولى، في جنوب محافظة صلاح الدين لتتوغل في محافظة الأنبار، محققة تقدماً في منطقتين قريبتين من الفلوجة التي يسيطر عليها «داعش» منذ نحو 20 شهراً، فيما تسعى الحكومة إلى استعادة سيطرتها على المدينة. في غضون ذلك، شهد شمال بيجي معارك كر وفر، بعدما استعاد «داعش» أمس سيطرته على أحياء جديدة داخل مركز المدينة، من ضمنها الحي العصري والمهندسين والحريجية إضافة إلى قرية البو جواري شمالي المدينة. وقال الملازم أول محمد أحمد الجبوري ل «الحياة» إن «التنظيم استطاع التغلغل مجدداً في بيجي حيث سيطر على أربعة أحياء ووسّع انتشاره في المصفاة». وقال صلاح الحسيني، آمر الفوج الخامس باللواء الثاني في «الحشد الشعبي» ل «الحياة»: إن قواتنا تولت مهمة السيطرة على منطقتي الشيحة والصقلاوية، وهي في انتظار البدء بعملية تحرير الفلوجة». وأضاف الحسيني «أننا نتبع منظمة بدر، وكنا في صلاح الدين والآن في الأنبار لفرض السيطرة على مناطقها عبر تضيق الخناق أولاً على المعاقل التي تعود للإرهابيين، ومن ثم بدء الاقتحام». وكان اسم الفلوجة ارتبط سابقاً بعمليات قتالية ضد القوات الأميركية التي كانت تحتل العراق، وكذلك ببعض عمليات القتل التي جرت خلال الشهور الماضية، فضلاً عن كونها أول مدينة تخضع لسيطرة «داعش» في العراق. وكان الجيش و»الحشد الشعبي» حرروا مساحات واسعة من صلاح الدين تمتد من حدود بلدة الدجيل في جنوب المحافظة إلى بلدة بيجي شمالها، لكن التنظيم ما زال يفرض سيطرته على أجزاء واسعة من بيجي وكذلك عموم الشرقاط، ويشن بعض الهجمات في محيط سامراء جنوب المحافظة. وتؤكد القيادات العسكرية أن الوضع أفضل في صلاح الدين من وضع الأنبار. وقال عامر عباس، آمر الفوج السادس باللواء الثاني، ل «الحياة» إن لواءين من الحشد تحركا في الأنبار قادمين من صلاح الدين وفق نقاط توغل مرسومة ومحددة مسبقاً، وبسرعة قياسية. وتضم بيجي أحد أكبر مصافي تكرير النفط العراقية، لكنها متوقفة منذ أكثر من عام بسبب سيطرة «داعش» على محيطها وشن هجمات عليها. وتسعى القوات العراقية إلى استعادة بيجي، إذ جنّدت عشرات المتطوعين من أبناء المدينة ومحيطها للقتال داخلها، إضافة إلى مقاتلين من جنوبالعراق لمساعدة الجيش في فرض السيطرة عليها. وتشترك محافظتا صلاح الدين والأنبار بحدود واسعة وعشائر مشتركة، كما شاركتا في اعتصامات واحتجاجات مفتوحة استمرت لنحو عام كامل قبل عامين للمطالبة بحقوق قالوا إن حكومة رئيس الوزراء السابق نوري المالكي سلبها منهم.