يخجل بعض الأطفال من الانطلاق في حضرة الغرباء، لكنهم يكشفون عن مواهبهم بكامل فتنتها في ملعبهم الخاص، ذلك الذي لا يفوق عشق كرة القدم في قاموسه سوى عشقه لابنه، يسرق من صغيره الهدوء في كل الأماكن إلا الملعب. المحترف البرازيلي في فريق الشباب رافائيل فرانشيسكو أو «رافينها» كما يعرف، يثبت يوماً بعد آخر ومباراة تلو أخرى قيمته بصفته صفقة ناجحه وناجعة لفريقه وأحد أبرز الأسماء الأجنبية في الملاعب السعودية هذا الموسم. تسعة أهداف أحرزها لاعب خط الجناح الشبابي لفريقه هذا الموسم في مختلف المسابقات، بصفته أكثر لاعبي الفريق تسجيلاً، إضافة إلى كونه أفضل صانعي ألعاب «شيخ الأندية»، بوقوفه خلف أربع كرات في مسابقة الدوري التي تدخل جولاتها الثلاث الأخيرة، كل تلك الأرقام وضعت رافينها على رأس قائمة اللاعبين الأجانب في الفريق الأبيض. متى ما استحكمت الأمور وتعقدت، يرمي مراقبون بثقل الحلول على أقدام «الذكي» رافينها، حتى بات أنصار فريقه يلقبونه ب«المنقذ»، اللقب الذي يحرصون دوماً على التغني به وترديده مع اسمه في الملعب. «هادئ جداً وانطوائي» هكذا يصفه معظم زملائه في الفريق، وهي بالتأكيد رؤية لا يتفق عليها مدافعو خصوم الشباب، كباراً كانوا أم غير ذلك، فمباريات الطرف الأول تسجل أبرز ملامح حضور الفتى البرازيلي. علاقته بزملائه تنتهي في الغالب داخل النادي، أما بعيداً من المستطيل الأخضر فهو أكثر انتماء إلى الأجواء العائلية، مغرم بابنه ذي الأعوام الثلاثة، بل يصفه بأفضل صديق له في الوقت الحالي، هذا ما يؤكده اللاعب في أكثر من مناسبة. يتفهم رافينها كثيراً غضب جماهير ناديه السابق كورتيبا البرازيلي، الذين استغربوا الصيف الماضي إقدام إدارة ناديهم على التفريط بنجم الفريق، إلا أن ابن ال30 عاماً اعترف بأنه يرغب في خوض تجربة احترافية جديدة بعيداً من الديار. «ألم يقنعكم رافينها؟» كان ذلك جواب المدير الفني لفريق الشباب السابق ميشيل برودوم بعد أن داهمه عدد من أنصار فريقه، الذين لم تقنعهم انتدابات الفريق الصيفية والتي تحمّل مسؤوليتها العجوز البلجيكي. يحب اللعب، ويكره الخسارة، ومن الصعب أن يظهر تقبلاً أو رضاً في حال استبداله أو إبقائه على مقاعد البدلاء، اليوم يقول «رافا» إنه بدأ يتأقلم شيئاً فشيئاً مع أجواء الرياض، مبدياً رضاه عن تجربته الأولى بعيداً من البرازيل، والتي ربما تمتد إلى موسمين إضافيين بحسب العقد المبرم مع الإدارة الشبابية. يلوم البعض رافينها على انشغاله بتقديم الجانب الاستعراضي أحياناً، إضافة إلى كثرة احتفاظه بالكرة ما قد يؤثر سلباً على نجاعة التهديف الشبابية، إلا أن آخرين يرون أن ما يقدمه اللاعب جدير بأن يغفر كل زلة له، وخصوصاً أن اللاعب يعيش أبهى لحظاته مع الفرقة «البيضاء»، بعد أن قاد فريقه إلى انتصار كبير في بطولة دوري أبطال آسيا أمام الريان القطري بتسجيله هدفي التعادل والانتصار في المباراة التي انتهت بأربعة أهداف لثلاثة.