طلق الممثل السوري نوار بلبل العروض الأولى لمسرحية لشكسبير في مخيّم الزعتري للاجئين السوريين في الأردن، تحت شعار "أبعدوا الأطفال عن لعبة الكبار القذرة في هذه الحرب"، داعياً الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الى حضورها والتعرف عن قرب على معاناة الأطفال السوريين اللاجئين . ويؤدي نحو 70 طفلاً وطفلة أدواراً أساسية وثانوية في مسرحية قام بإعدادها وإخراجها بلبل، في بيئة صحراوية وشروط غير صحية، حيث يتجمع عشرات الأطفال بثياب وأحذية رثة، في خيمة متواضعة يُفصل فيها الإناث عن الذكور. ويقول الفنان السوري إن "القيم الانسانية التي تحدث عنها وليام شكسبير في أعماله قبل نحو 400 عام لم تسهم في أنسنة البشر، فمن يزور مخيمات اللجوء وبخاصة الزعتري، سيشهد أن الجميع شركاء في الجريمة ضد الشعب السوري". ويوضح بلبل أن "المسرحية بعيدة من السياسية والثورة السورية، فالهدف منها إسعاد الاطفال وانتشالهم من واقعهم الصعب"، كاشفاً عن تأسيس "مركز شكسبير الثقافي" في مخيم الزعتري. أما المدرّس الموسيقى في بعض مدارس الزعتري عمر نويران، فيؤكّد ل"وكالة الصحافة الألمانية" أن "أداء الاطفال في المسرحية يتطور أثناء التدريب، على رغم الظروف السيئة التي يعيشونها، فهم يتلقون الموسيقى واللوحات المسرحية والفنية بشكل جيّد". ويعتبر أهالي الأطفال المشاركين في العمل أن المسرحية تمثّل "فرصة ليتعرّف الأطفال على أفكار جديدة، والحصول على وجبة طعام وثياب جديدة"، في حين ان الظروف الصحية والنفسية تعتبر صعبة، وسط غياب لوسائل الترفيه والمساحات المناسبة للعب. ودعا بلبل الأطفال الى التوقيع على ثلاث عرائض، الأولى موجّهة إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، والثانية لنجم كرة القدم العربي الأصل زين الدين زيدان، وأخرى للممثلة الأميركية أنجلينا جولي، يدعوهم فيها إلى حضور" أداء أطفال اللجوء السوري"، الذي يمثل بعضاً من القيم الإنسانية التي طرحها شكسبير منذ مئات السنين.