أعاد الجيش اللبناني صباح أمس فتح الطريق المؤدي الى بلدة عرسال السنية الحدودية مع منطقة القلمون السورية الذي قطعته مجموعات من الطائفة الشيعية، ما أثار توتراً أمنياً في انحاء عدة من البلاد وقطع طرقا في مناطق سنية ومقتل شاب في اشكال لم تتضح ظروفه. وكان الجيش اللبناني اعلن مساء الثلاثاء ان وحداته "ستعزز انتشارها في مناطق البقاع الشمالي الحدودية وخصوصا منطقتي عرسال واللبوة وفي داخلهما، وستعمل على فتح جميع الطرق بين هاتين البلدتين لتأمين مرور المواطنين، والحفاظ على الأمن والإستقرار". وكان اهالي بلدة اللبوة الشيعية المجاورة لعرسال اقفلوا الطريق التي تمر في بلدتهم في اتجاه عرسال منذ الاحد الماضي بسواتر ترابية وعوائق احتجاجا على سقوط صواريخ على بلدتهم وعلى المناطق المحيطة بها، وعلى تفجير سيارات مفخخة مصدرها الاراضي السورية عبر عرسال كما يقولون. وتتعاطف عرسال مع المعارضة السورية، وتستضيف عشرات آلاف النازحين السوريين. في المقابل، يتمتع حزب الله اللبناني الذي يقاتل الى جانب قوات النظام السوري داخل سورية بنفوذ واسع في مناطق البقاع المحيطة بعرسال، وغالبا ما يلجأ السكان الشيعة الى قطع طريق اللبوة عرسال بعد كل تطور أمني، وهي المنفذ الوحيد لعرسال التي تملك حدوداً واسعة مع سورية، الى باقي المناطق اللبنانية. الا أن قطع الطريق هذه المرة لثلاثة أيام متتالية تقريباً باستثناء اعادة فتحها لوقت قصير جداً الاحد، اثار غضبا في صفوف الطائفة السنية. وعمد شبان ومتظاهرون الى قطع طرق عدة في مناطق البقاع (شرق) والشمال والجنوب وبيروت، بالاطارات المشتعلة والعوائق. وبينما كان الجيش يعمل على اعادة فتح طريق في منطقة قصقص في غرب العاصمة مساء الثلاثاء، حصل اشكال لم تتضح ظروفه، بحسب مصدر امني، تسبب بمقتل المواطن حسام الشوا. وطالب نواب من الطائفة السنية خلال جلسة عامة لمجلس النواب أمس بالتحقيق في مقتل الشوا، وكشف ملابسات الحادث. وبعد ظهر الأربعاء، اقفل محتجون مجددا طريق قصقص خلال تشييع الشوا، وسط انتشار كثيف للجيش اللبناني الذي ما لبث ان اعاد فتحها. وذكرت "الوكالة الوطنية للاعلام" الرسمية أن الجيش اللبناني اعاد فتح كل الطرق التي كانت أقفلت أول من أمس تضامنا مع أهالي عرسال. وياخذ اللبنانيون المؤيدون لحزب الله على سكان عرسال دعمهم لمقاتلي المعارضة السورية. من جهة أخرى، سجل أمس سقوط صواريخ مصدرها الأراضي السورية، داخل وفي محيط بلدتي اللبوة والنبي عثمان، مصدرها الجانب السوري، ما أدى إلى جرح أحد المواطنين وحصول أضرار بالممتلكات. وقال عضو المجلس البلدي في عرسال بكر الحجيري في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس ان الجيش وصل باكراً صباح أمس واعاد فتح الطريق، واضاف "الوضع هادئ اليوم، ونحن مسرورون لرؤية الجيش هنا، سنرى ما سيحصل لاحقاً". وذكرت "الوكالة الوطنية للاعلام" الرسمية أمس ان الجيش اللبناني "أوقف على حاجز وادي الشعب في عرسال 15 سوريا دخلوا الاراضي اللبنانية بأوراق مزورة، بينهم عناصر من جبهة النصرة، وسيتم تسليمهم الى الشرطة العسكرية للتحقيق". ومنذ سقوط يبرود، لجأ آلاف السوريين بينهم مقاتلون الى عرسال التي باتت تستضيف أكثر من ستين ألف لاجئ سوري، بحسب السلطات المحلية فيها.