ينطلق غداً اقتراع المصريين في الخارج في الجولة الأولى من المرحلة الثانية والأخيرة من انتخابات البرلمان في 13 محافظة هي: القاهرة، والقليوبية، والدقهلية، والمنوفية، والغربية، وكفر الشيخ، والشرقية، ودمياط، وبورسعيد، والإسماعيلية، والسويس، وشمال سيناء، وجنوب سيناء. وبدا لافتاً أن الجيش دعا الناخبين إلى المشاركة في الاقتراع. ويأمل الحكم برفع نسبة المشاركة في الاقتراع في المرحلة الثانية، خصوصاً في العاصمة. وقررت وزارة التربية والتعليم منح عطلة لكل مدارس محافظات المرحلة، كما منحت جامعة الأزهر طلابها عطلة يومي الاقتراع، في ما بدا محاولة لتخفيف العبء الأمني للتظاهرات التي كانت متوقعة من الطلاب المؤيدين لجماعة «الإخوان» في الجامعة. وحضّ الجيش على المشاركة بكثافة في تلك المرحلة من الانتخابات، بعدما شهدت المرحلة الأولى من الاقتراع عزوفاً نسبياً، ولم تتجاوز في جولتها الأولى 26 في المئة. ونشرت وزراة الدفاع شريطاً دعائياً من إنتاج إدارة الشؤون المعنوية بدأ بمشاهد من الثورة في العام 2011 وتظاهرات 30 حزيران (يونيو) 2013، وشجع على «المشاركة في الاستحقاق الثالث من خارطة الطريق من أجل مستقبل الأجيال القادمة». وحرص على طمأنة المواطنين، فأكد أن قواته ستحمي الاقتراع. وتحظى الإجراءات الأمنية في تلك المرحلة بأهمية استثنائية، كونها تضم العاصمة وأيضاً محافظة شمال سيناء التي تشهد مواجهات بين الجيش والمسلحين التابعة لتنظيم «ولاية سيناء»، الفرع المصري ل «داعش»، ومحافظة الإسماعيلية المطلة على قناة السويس، ومحافظتي الشرقية والدقهلية اللتين تعدان من أهم معاقل جماعة «الإخوان المسلمين». وقالت مصادر أمنية ل «الحياة» إن أكثر من 350 ألف جندي من الجيش والشرطة سيشاركون في تأمين الاقتراع في محافظات المرحلة الثانية. وأوضحت أن أكثر من 180 ألفاً من قوات الجيش تشارك في التأمين، وأقل من 180 ألفاً من قوات الشرطة ستشارك في العملية. وتتضمن خطة تأمين الاقتراع ثلاثة محاور رئيسة: أولها تأمين لجان ومقار الاقتراع والقضاة المشرفين على الانتخابات، والثاني تأمين سير الانتخابات في محيط المقار الانتخابية، وأخيراً تأمين الشارع المصري، ونشر أعداد كبيرة من قوات الحماية المدنية للتصدي لأي محاولات لتفجير عبوات ناسفة. وستنشر الشرطة أفراداً سريين في محيط المقار الانتخابية لضبط أي مخالفات انتخابية. وسيتكفل الجيش بمعاونة الشرطة في تأمين المنشآت الحيوية، ومنها مقرا البرلمان والحكومة ومبنى اتحاد الاذاعة والتلفزيون والبنك المركزي ومحطات الكهرباء والمياه ومدينة الإنتاج الإعلامي. كما سيتم تعزيز الإجراءات الأمنية في محيط كل المقرات الأمنية. ولوحظ انتشار المكامن في شوارع العاصمة بكثافة منذ مساء أول من أمس. وأغلقت شوارع عدة في محيط مقرات أمنية مهمة. وسينقل الجيش بطائراته إلى اللجان القضاة المشاركين في الإشراف على الانتخابات في المناطق النائية. وتجرى العملية الانتخابية بأكملها تحت إشراف نحو 16 ألف قاضٍ، ومتابعة 81 منظمة مجتمع مدني وجمعية محلية تضم 17 ألفاً و465 متابعاً، إلى جانب 6 منظمات دولية تضم 546 متابعاً، كما تم السماح ل68 سفارة أجنبية بمتابعة الانتخابات. وبدأت بعثات المتابعة الانتشار في المحافظات التي ستجرى فيها الانتخابات. وتشهد تلك الجولة منافسة محتدمة بين القوائم الانتخابية تحديداً في دائرة القاهرة، وسط تبادل اتهامات بين أقطاب تلك القوائم، خصوصاً بعدما فازت قائمة «في حب مصر» التي يقودها مسؤولون عسكريون وأمنيون سابقون بالمقاعد الستين المخصصة للإنتخاب بنظام القائمة في المرحلة الأولى، وأيضاً حسم قائمة شرق الدلتا التي تضم 15 مقعداً لمصلحتها، إذ لا تنافسها أي قائمة أخرى. لكن فوز «في حب مصر» في شرق الدلتا يتطلب الحصول على أصوات 5 في المئة من مجموع الناخبين المقيدين في محافظات شرق الدلتا. وتحتوي بطاقة إبداء الرأي في شرق الدلتا على خانة باللون الأزرق لمن يرغب بانتخاب القائمة، وخانة أخرى باللون الأحمر لمن لا يرغب بانتخابها.