أظهرت دراسة جديدة ان عوامل البيئة الخارجية مثل الضجيج، تؤثر في مذاق الاطعمة التي يتناولها الانسان. وذكر موقع «تايم» الأميركي ان الباحثين اجروا دراسة على 48 رجلاً وامراة، من خلال اعطائهم خمسة أنواع من السوائل ذات مذاقات مختلفة هي الحامضة والحلوة والمرة والمالحة، بالاضافة الى سائل لاذع. واستخدم الباحثون غرفتين، احداهما يوجد فيها ضجيج ضمن المستوى الطبيعي أو العادي، فيما الاخرى تحاكي ضجيج مقصورة الطائرة. واكتشف الباحثون عدم وجود فروق كبيرة في الكيفية التي يقيم الناس بها مذاق الأطعمة، لكنهم اكدوا ان الاشخاص الذين تناولوا السوائل في الغرفة التي يشبه ضجيجها مقصورة الطائرة، قيموا السوائل ذات المذاق الحلو على انها «قليلة الحلاوة»، فيما قيموا السائل اللاذع بانه «حاد». وفي المقابل، لم يجد الاشخاص الذين تناولوا السوائل الاخرى اي فروق في المذاق خلال التجربة. وأوضح القائمون على الدراسة ان هذه التجارب قد تساعدهم على تطوير مذاق الاطعمة التي تقدم في الطائرات أو الاماكن المرتفعة. وقال مؤلف الدراسة من قسم علوم الغذاء في «جامعة كورنيل» الاميركية، روبن داندو: «لطالما كنت اتساءل دائماً عن سبب حدة مذاق عصير الطماطم عندما اشربه في الطائرة. وقد يكون الضجيج أحد الاسباب». وتعتبر هذه البحوث السلسلة الاحدث ضمن بحوث أجريت سابقاً لمعرفة الكيفية التي تؤثر من خلالها البيئة الخارجية في مذاق الاطعمة. وفي دراسة سابقة اجريت في اذار (مارس) الماضي، أوضح الباحث واستاذ علم النفس في «جامعة أكسفورد»، تشارلز سبينس، ان الانسان يحب الاطعمة التي تصدر أصواتاً ويتأثر بها، لانها ترتبط بالادراك والحس التذوقي لديه. وفي دراسة أجريت في تموز (يوليو) الماضي، اكتشف الباحثون ان الاشخاص يفضلون تناول الحلوى في الاطباق ذات الشكل المربع واللون الاسود، أكثر من رغبتهم في تناولها في الاطباق ذات الشكل المستدير واللون الابيض. لكنهم لم يتوصلوا الى وجود فروق في شدة النكهة أو الحلاوة بين الطبقين.