أظهرت دراسة أجرتها مؤسسة "أوروبيانا" المدعومة من الاتحاد الأوروبي، والتي تعنى بجمع الابداعات الثقافية والفكرية والفنية التي تصدرها المتاحف والمؤسسات التعليمية والثقافية ونشرها في شكل رقمي، وجود "ثقب أسود" يشير إلى ندرة الأرشيف الثقافي الأوروبي المرقمن للأعمال الصادرة خلال القرن العشرين مرجعة ذلك إلى صرامة سياسات الملكية الفكرية في ذلك الوقت. وحللت المؤسسة بيانات لسبعة ملايين و300 ألف عمل ثقافي مرقمن من القرن ال20 ثبت زمان صدورها من أصل 45 مليون عمل، ويعود تاريخ الأعمال إلى الفترة الممتدة بين عامي 1800 و2010، لتكتشف وجود ما سمّته "الثقب" الأسود للأعمال الثقافية في أوروبا خلال القرن الماضي، مقارنة بما قبله وما بعده. وأوضحت الدراسة أنه كان هناك زيادة تدريجية في الأعمال المرقمنة الصادرة بين عامي 1900 و1950، إلا أن النصف الثاني من القرن الماضي شهد انخفاضاً كبيراً في الاعمال المرقمنة المتوافرة جراء سياسات الملكية الفكرية التي تمنع نشر هذه الاعمال أو توزيعها من دون الحصول على إذن من الجهة التي أصدرته أو التي أنتجته، فيما يعد ذلك عملاً شاقاً ومكلفاً. وأشارت الدراسة إلى أن 35 في المئة من بيانات الأعمال التي أدرجت في الدراسة صدرت في النصف الأول من القرن العشرين، فيما بلغت نسبة الأعمال الصادرة في النصف الثاني من القرن نحو 11 في المئة، في انخفاض واضح للأعمال المرقمنة المتوافرة على الانترنت. ولفتت "أوروبيانا" إلى أنه بسبب ارتفاع كلفة الحصول على موافقة النشر من الجهة المالكة للعمل، إضافة إلى التعقيد الذي يشوب العملية بأسرها، تميل الجهات المعنية بنشر المحتوى الثقافي في شكل رقمي إلى نشر الأعمال التي لا تحتاج إلى موافقة لنشرها، إضافة إلى أعمال حديثة جرى التوصل إلى موافقة على نشرها عند الحصول عليها. ودعت "أوروبيانا" إلى تسهيل قوانين الملكية الفكرية على الجهات الثقافية المختصة، لمساعدتها على نشر المحتوى الثقافي غير المتوافر، وجعل عملية الحصول على موافقة الناشرين أو المنتجين للعمل أكثر سلاسة.