أثار انتشار وسم (هاشتاغ) «صلوا لأجل باريس» #PrayForParis على وسائل التواصل الإجتماعي، جدلاً بين ناشطين كثر اعتبروا أن بقية المناطق التي تعرضت لهجمات في الفترة الأخيرة لم تحظ باهتمام عالمي مماثل، خصوصاً بعدما طرح «فايسبوك» خاصية تغيير صورة المستخدم ليغطيها العلم الفرنسي، تضامناً مع الهجمات على باريس. وكانت العاصمة الفرنسية تعرّضت يوم الجمعة الماضي إلى هجمات دامية ومتزامنة، أدت إلى مقتل 129 شخصاً على الأقل وإصابة 352، بينهم 99 في حال خطرة. وقبل تلك الأحداث بيوم واحد، أصيبت ضاحية بيروت الجنوبية بتفجيرين انتحاريين أديا إلى مقتل نحو 44 لبنانياً و239 جريحاً، لكن «فايسبوك» لم يطرح خاصية التضامن عبر تغيير صورة العرض، إلا بعد الحادثة الفرنسية فقط. وقالت لاميتا في تغريدة بتهكم: «أعجبني اللبنانيون الذين لم يتأثروا بما حدث في بيروت، ثم بعد ما حصل في باريس باتوا يصطنعون التعاطف. من ليس له خير في بلده ليس له خير في أي أحد». وفي منشورعلى صفحته في «فايسبوك» أُعيد نشره أكثر من 77 ألف مرة، قال الممثل الباكستاني حمزة علي عباسي: «ها نحن ذا مرة أخرى، العلم الفرنسي منتشر في العالم بأسره وفايسبوك يصنع فلتراً للعلم الفرنسي. أتساءل لماذا لم يصنع أبداً فلتراً للعلم الفلسطيني والمئات منهم يموتون يومياً؟ أو ربما علماً سورياً، عراقياً، أو أفغانياً؟ أوالعلم الباكستاني بعد الهجوم على مدرسة الجيش العامة في كانون الأول (ديسمبر) الماضي؟ إنها تحديداً هذه الإنسانية الانتقائية والعقلية الإمبريالية التي تؤدي إلى الكراهية للغرب»، مضيفاً: «أدينُ الهجوم على باريس، لكن أدينُ في الوقت نفسه النفاق في هذه العقلية الغربية الإمبريالية». وذكرت ليندا في تغريدة أن «من لا يفهم العلاقة بين الولاياتالمتحدةوفرنسا، عليه أن يفتح كتاب تاريخ»، في إشارة إلى ما كتبه الشاب الأميركي كريس غارسيا على «فايسبوك» ليبرر اهتمام بلده بباريس أكثر من غيرها: «إلى من يتذمرون من اهتمامنا (الأميركيون) بباريس، ان فرنسا هي حليفتنا الأقدم، وليس لبنان»، مضيفاً: «نحن مهتمون بلبنان، لكن تاريخنا مع فرنسا بدأ عندما وقفت فرنسا إلى جانبنا حينما كنّا في حالنا الأضعف على الإطلاق، وقت مواجهة البريطانيين»، في إشارة إلى استقلال أميركا عن العرش البريطاني والمساندة الفرنسية لذلك. وعلّق المنتقدون على «تويتر» و«فايسبوك» أن كل الحوادث التي تؤدي إلى سقوط أبرياء تستحق الإستنكار، إذ غرّدوا ودوّنوا تحت أوسمة عدة منها «كل حياة مهمة» و«صلوا لأجل العالم». وكتبت مغردة أن «الجريمة هي الجريمة، الخطأ هو الخطأ، الدعم هو الدعم، والصلاة هي الصلاة»، موضحة أنه يجب ألا يتم التفريق بين دعم هذه الدولة أو تلك التي تتعرض إلى هجمات من المتطرفين.