تحولت قضية اللاجئين السوريين الى مبارزة في الأمن القومي الأميركي وعرض عضلات في ساحة الانتخابات الرئاسية بتهويل المرشحين الجمهوريين بشبح اللاجئين وخطرهم الأمني ودعوتهم الى عدم استقبال أي طلبات لجوء في الولاياتالمتحدة. وانضم عشرون حاكم لولاية أميركية لهؤلاء بتوقيعهم رسائل الى الرئيس باراك أوباما يتعهدون فيها عدم استضافة أي لاجئ سوري في ولاياتهم. وتفاعلت الحملة ضد اللاجئين في الساعات الأخيرة في الولاياتالمتحدة ضمن تداعيات اعتداء باريس، مع الكشف أن 63 في المئة من الأميركيين يتخوفون من تنفيذ «داعش» اعتداءات ارهابية في ولاياتهم، كما أورد استطلاع «رويترز» وشبكة «أيبسوس». ودفع هذا الخوف، الى جانب فيديو جديد مسرب ل «داعش» يهدد بضرب واشنطن، الى تحول في نمط الحديث عن اللاجئين السوريين في الوسط الأميركي وجر القضية الى الجدل الانتخابي بشكل زاد الاستقطاب السياسي حولها. وفي ظرف ساعات، زاد عدد الولايات الرافضة استقبال لاجئين من اثنتين يوم الأحد الى عشرين ولاية أمس. ولوح حكام هذه الولايات باستخدام صلاحياتهم الفدرالية لمنع أوباما من تنفيذ تعهده باستقبال عشرة آلاف لاجئ سوري في الأراضي الأميركي. وهذه الولايات العشرون هي: ميشيغان، ألاباما، كارولينا الشمالية، كارولينا الجنوبية، نيو هامبشير، جيورجيا، ميسيسيبي، تكساس، أركنساس، الينوي ، لويزيانا، أوهايو، فلوريدا، ويسكونسن، تينيسي ، كنساس، أريزونا، انديانا، كنتاكي وماساشوستس. وانفردت ولايتي فيرمونت وكونيتيكيت بالموافقة على استكمال استقبال اللاجئين، فيما أكدت كاليفورنيا أنها ستستقبل اللاجئين بعد التدقيق في خلفياتهم. أما المرشحون الجمهوريون في الانتخابات الرئاسية، فوظفوا قضية اللاجئين لمعارضة المرشحة الديموقراطية الأقوى هيلاري كلينتون التي رحبت باستقبال لاجئين سوريين بعد التدقيق في سجلاتهم، واقترحت رفع الرقم الى 65 ألفاً. وهاجم جميع المرشحين الجمهوريون باستثناء بوش، أي خطوة لاستقبال لاجئين، واعتبروها خطراً أمنياً على الولاياتالمتحدة. وقال حاكم ولاية نيو جيرسي كريس كريستي: «لن أستقبل أي لاجئ حتى لو كان يتيماً وعمره 3 سنوات»، فيما زايد البليونير دونالد ترامب بالقول إن اللاجئين السوريين هم «حصان طروادة ولا يمكن السماح لهم بدخول هذه البلاد، نقطة على السطر». أما السناتور ماركو روبيو، فاعتبر أن عدم إمكان التدقيق بماضي اللاجئين يعني عدم استقبال أي منهم. وذهب المرشح السيناتور راند بول الى حد تقديم مشروع في مجلس الشيوخ يعرقل بالكامل خطة أوباما لاستقبال اللاجئين السوريين. أما بوش، فأيد والسناتور تيد كروز فكرة استقبال لاجئين مسيحيين فقط.