تخلّت أسعار النفط عن مكاسبها المبكرة اليوم (الثلثاء)، مع تبدّد المخاطرة التي أعقبت اعتداءات باريس والغارات الجوية الفرنسية في سورية، وبدء تركيز المتعاملين على تخمة المعروض من الخام والمنتجات النفطية في الأسواق العالمية. وقال محللون أن الأسعار ستظل منخفضة خلال الفترة المتبقية من العام الحالي وفي العام المقبل، نظراً الى استمرار تخمة المعروض في أسواق النفط. وتشير التقديرات إلى أن الإنتاج في 2015 يفوق الطلب بما يتراوح بين 700 ألف و2.5 مليون برميل يومياً. وفي مستهل التعاملات، ارتفع الخام الأميركي في عقود شهر أقرب استحقاق صوب 42 دولاراً للبرميل، ثم نزل إلى 41.62 دولار بحلول الساعة (07:45) بتوقيت غرينتش، بانخفاض 12 سنتاً عن سعره في آخر تسوية. وارتفع خام القياس العالمي «مزيج برنت» في العقود الآجلة صوب 44.80 دولار، لكنه عاد وانخفض إلى 44.59 دولار للبرميل. وقالت «بي أم آي ريسيرش»: «وفرة المعروض في سوق الخام وارتفاع المخزونات الى مستويات قياسية في منظمة التعاون الاقتصادي، والتنمية وعدم وجود أخطار جوهرية تهدّد منشآت النفط في الشرق الأوسط بسبب التصعيد العسكري ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في سورية، كلها عوامل تحول دون تكوين علاوات في أسعار النفط بسبب العوامل الجيوسياسية». وعلى جانب العرض، قال بنك «إيه أن زد»، أن إنتاج النفط الصخري الأميركي الذي توقّع عدد كبير من المحللين أن يسجل انخفاضاً حاداً نتيجة هبوط أسعار النفط، لن يتراجع إلا قليلاً. وتابع: «نقدر أن إنتاج النفط الخام من حقول النفط الصخري في الولاياتالمتحدة لن ينخفض إلى 2.5 في المئة (في الربع الأخير)»، مضيفاً أن ذلك يرجع الى انخفاض تكلفة إنتاج النفط الصخري والمبيعات القوية لمنتجات النفط المكررة.