تحاول السلطات العامة وبعض الهيئات الخاصة التشجيع على القراءة في أشكال مختلفة. وفي هذا السياق، لجأت مدينة غرونوبل الفرنسية إلى طريقة مبتكرة، إذ سمحت بتركيب آلات للبيع الذاتي، لكنها لا توزع المشروبات الغازية، أو الوجبات الخفيفة، بل تطبع القصص القصيرة على أوراق تشبه الإيصالات. وفي المدنية ثماني آلات وضعت في الأماكن العامة، صنعتها شركة نشر تُدعى «شورت إديشن»، كجزء من مشروع تجريبي. ويستطيع الشخص عند شرائه قصة قصيرة أن يحدد طولها، إذ يوجد على الجهاز ثلاثة خيارات: دقيقة و3 دقائق و5 دقائق، لتحديد المدة المطلوبة لقراءة القصة. وقال أحد مؤسسي الشركة، كريستوف ستيبيود، ل «وكالة الأنباء الفرنسية» (أ ف ب)، أن فريق العمل جاء بالفكرة عندما كان أمام آلة لبيع الحلويات: «قلنا لأنفسنا إننا يمكن أن نفعل الشيء نفسه مع نوعية جيدة من الأدب»، مضيفاً أن «القصص الموزعة مجانية». وفي الإمارات، أطلق نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، مشروع «تحدّي القراءة العربي»، لتشجيع القراءة لدى الطلاب في العالم العربي، عبر التزام أكثر من مليون طالب بقراءة 50 مليون كتاب خلال عامهم الدراسي. وقال محمد بن راشد في هذه المناسبة: «يمر العالم العربي اليوم بأزمة قراءة ومعرفة، والأرقام التي نسمعها في هذا المجال صادمة، إذ نحن من أقل المناطق في العالم لجهة القراءة، ونتائج ذلك التأخر المعرفي، نراه كل يوم في التأخر الحضاري والفكري لمنطقتنا، وهذا التحدي اليوم هو خطوة أولى نتمنى أن يكون لها تأثيرها على المدى البعيد في إصلاح هذا الخلل». أما في العراق، فبدأ شباب بغداد الترويج مبكراً لمبادرة «أنا عراقي أنا أقرأ» التي انطلقت في العاصمة العراقية بعد مرحلة تهيئة استمرت أكثر من أسبوعين لتشجيع العراقيين على القراءة، ونجحوا في الترويج للكتاب الإلكتروني بعدما أداروا الزاوية الخاصة به بجدارة. واستخدم الشباب الذين شاركوا في الترويج لفكرة الكتاب الإلكتروني مواقع التواصل الاجتماعي، مثل «فايسبوك» و «تويتر»، لنشر عشرات الصور والتغريدات اليومية حول أهمية الكتاب الإلكتروني. ونشرت شبكة المدونين العراقيين «أنسم» التي تضم مئات المدونين الناشطين على موقعها الإلكتروني وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، صور الفاعليات التي قام بها أعضاؤها، خصوصاً زاوية الكتاب الإلكتروني التي تضمنت توزيع الأقراص المدمجة على الزوار، ويكاد كل قرص منها يكون مكتبة بحد ذاته، إذ يحتوي على أكثر من 1000 كتاب، فضلاً عن حاسبة مركزية تضم 12 ألف كتاب إلكتروني. وفي منتصف العام الماضي، طرحت «دار الساقي» في لبنان، مشروعاً في عنوان «لقيت كتاب؟»، للتشجيع على القراءة في العاصمة. وتهدف الخطوة إلى التشجيع على القراءة بطريقة مسلية، وتأمين «حالة قراءة يومية تعفي الناس من سعر الكتاب وتسعى إلى وصول هذه الكتب إلى أكبر عدد ممكن من الناس، فعلى من يجد كتاباً أن ينهي قراءته أوّلاً، قبل أن يقوم بوضعه في مكان آخر ليجده قارئ آخر». وذكرت «دار الساقي» في إعلان لها للراغبين في القراءة، أن على كل «روّاد شارع الحمراء، أن يفتّشوا الأماكن جيداً من الآن فصاعداً، فابتداء من السابعة مساء سنوزّع حوالى 200 مؤلّف وكتاب على المقاهي والمطاعم وصالونات الحلاقة والمحالّ التجارية». وأكدت المسؤولة عن صفحة «دار الساقي» على «فايسبوك» ساندي مومجي أن «الهدف الأساس والوحيد من الحملة الحض على القراءة»، موضحة أن الكتب ستوزع في شكل عشوائي وظاهر، «بهدف إيصال الرسالة إلى العدد الأكبر».