أكد نائب عراقي وقوع عمليات «انتقام» في قضاء سنجار طاولت سكان القرى العربية، فيما نفى عضو في مجلس محافظة نينوى صحة ذلك، واصفاً ما حصل «بتجاوزات فردية». وكانت «البيشمركة»، مدعومة بفصائل إيزيدية وقوات كردية موالية لحزب «العمال» وطائرات التحالف الدولي استعادت سنجار من سيطرة «داعش»، وسط صراع على النفوذ ومطالب بتحويل القضاء إلى محافظة وضمها إلى إقليم كردستان. واتهم عضو لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي محمد عبد ربه في بيان «عصابات إجرامية بالانتقام من أهالي القرى العربية في قضاء سنجار، بحرق وتفجير ونهب الدور ونسف المساجد، وقتل أعداد كبيرة من الأبرياء، بقيادة المدعو قاسم ششو» (قيادي عسكري إيزيدي)، وحمل «قوات التحالف وحكومتي بغداد والإقليم المسؤولية»، داعياً السلطات الكردية إلى «التدخل لوقف الانتهاكات». ويدرج القضاء الواقع غرب نينوى ضمن المناطق المتنازع عليها بين أربيل وبغداد، ويعتبره الأكراد جزءاً من إقليم كردستان، وتتهم أوساط إيزيدية سكان بعض القرى العربية بالتعاون مع «داعش» والتسبب في سقوط مدينتهم وما تلا ذلك من قتل وخطف الآلاف، في وقت أعلن خلال اليومين الماضيين العثور على مقابر جماعية تعود للسكان الإيزيديين. لكن عضو مجلس محافظة نينوى سيدو حسين خدر أوس قال ل «الحياة» إن «بعض التجاوزات وعمليات الانتقام كانت فردية لكنها محدودة، ونؤكد أن حصول تجاوزات هنا وهناك لا يعني وجود منهجية للانتقام وأخذ الثأر، وهي لا تتعدى تصرفات نابعة عن رد فعل عفوي للبعض وسيتم احتواؤها، وعليه نناشد الجميع الهدوء والابتعاد عن كل ما يسيء أو يعكر صفو التآلف والتعايش الذي كان سمة أبناء سنجار على مر التاريخ، والعمل على اعادة بناء المدينة، وندعو الجميع إلى التماسك والحفاظ على النسيج الاجتماعي»، داعياً أربيل وبغداد إلى «العمل على إعمار المدينة ومن ثم تحويلها إلى محافظة، وإعطاء الحق لأهلها في اختيار تابعيتها، وأرى من الأولى الانضمام إلى الجهة التي حررتها بجهود قوات البيشمركة». وإزاء انتقادات بغداد عدم رفع العلم العراقي، شدد أوس على أن «البيشمركة هي القوة الوحيدة التي حررتها ومن حقها رفع علمها، ونتساءل أين كانت بغداد منذ سقوط سنجار قبل أكثر من عام ومدى مساهمتها في عملية التحرير». من جانبه، أعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي خلال لقاء مع ناشطين مدنيين إنه أبلغ إلى «رئيس الإقليم مسعود بارزاني أن سنجار حررت بسواعد عراقية ويجب رفع العلم العراقي فيها»، وأكد زعيم حركة «عصائب أهل الحق» الشيعية قيس الخزعلي في بيان أن «سنجار تحررت من داعش، لكنها وقعت تحت احتلال أسوأ». في المقابل قال النائب عن الحزب «الديمقوراطي» بزعامة بارزاني خلال مؤتمر صحافي إن «تصريحات بارزاني التي دعا فيها إلى رفع علم كردستان حصراً فسرت في شكل خاطئ، وكان الهدف منع رفع أي علم آخر يمثل جهة حزبية».