تنطلق اليوم (الأحد) في مدينة أنطاليا التركية، قمة مجموعة العشرين، وتناقش على مدى يومين عدداً من القضايا، في طليعتها الإرهاب الذي أصبح يضرب بقوة في عدد كبير من الدول الأعضاء. وتشهد القمة عشرات اللقاءات الجانبية بين رؤساء الدول المشاركة، وبينهم الرئيس الأميركي باراك أوباما، والروسي فلاديمير بوتين، والمستشارة الألمانية أنغيلا مركل، والملك السعودي سلمان بن عبدالعزيز، إضافة الى رئيسي وزراء بريطانيا واليابان، مع اعتذار الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في آخر لحظة، بعد الهجمات الإرهابية التي وقعت في باريس الجمعة. (للمزيد) وكعادتها، تبحث دول الاقتصادات الأكبر في العالم والمسؤولة عن ثلاثة أرباع الانبعاثات الحرارية المسبِّبة للاحتباس الحراري، مسائل بيئية وكذلك سبل دعم النمو في الاقتصادات الناشئة، وترسم رؤية بعيدة المدى لخطوات اقتصادية وبيئية تهدف الى تحسين المستوى المعيشي للبشرية. لكن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي يستضيف القمة ويوليها اهتماماً خاصاً، يراهن على كسرها العزلة الدولية التي واجهها خلال السنتين الأخيرتين بسبب سياساته الخارجية. وأكد أنه سيطرح على أجندتها ملفّي الأزمة السورية وأزمة اللاجئين، وقال أنها ستكون فرصة «لإقناع الحضور بمنطقة عازلة في شمال سورية لمحاربة داعش ووقف تدفّق اللاجئين من خلال إسكانهم تلك المنطقة». وبعد هجمات باريس الإرهابية، ستكون قمة العشرين فرصة مهمة للزعماء ورؤساء الدول للبحث في خطر الإرهاب، وربما إصدار بيان مشترك على هامش القمة في هذا الشأن. وأولت تركيا اهتماماً بالغاً للإعداد لهذه القمة. وتابع الاستعدادات الرئيس أردوغان بنفسه، وحرص على أن تكون فاتحة لتحسين علاقاته مع الزعماء الضيوف، إذ تجاوزت موازنة استضافة القمة وفق مصادر حكومية، مئة مليون ليرة (نحو 33 مليون دولار)، وتم تخصيص أكثر من 12 ألف رجل أمن وشرطي لتأمين القمة في منتجع بلاك السياحي على البحر المتوسط. وأعيد رصف الطرقات وترميم المنشآت القديمة، وتم تأمين مركز لاستقبال نحو 2500 صحافي يغطون زيارات الوفود التي يزيد عددها عن عشرة آلاف شخص. كما تم تخصيص ملعب كرة سلة مغلق كسجن موقت أو مركز توقيف واعتقال للناشطين المتوقع قيامهم بتظاهرات معادية للقمة تتّهم دولها بتلويث المناخ و «استعباد دول العالم الثالث» من خلال سياساتها الاقتصادية. وكما رفع الرئيس أردوغان سقف آماله من القمة، رفعت المعارضة أيضاً سقف توقعاتها، فأرسل حزب الشعوب الديموقراطي الكردي رسالة الى الدول الحاضرة يطلب منها الضغط على الحكومة من أجل «فك الحصار» عن قرية سلوان في دياربكر، جنوب شرقي تركيا، التي تشهد معارك قوية بين مسلّحي حزب العمال الكردستاني والجيش التركي، وهرب معظم أهلها من شدة القتال، وبات الإعلام التركي يطلق عليها اسم «سورية الصغيرة». فيما تتوقّع وسائل الإعلام محلية أن يطرح الرئيس باراك أوباما، مسألة حرية الإعلام وحرية الرأي خلال الاجتماع، بعد سجّل الحكومة الحافل بسجن الصحافيين وإغلاق الصحف والقنوات الفضائية، وآخر ذلك منع عدد كبير من الصحافيين المعارضين من تغطية قمة العشرين. وتضمّ مجموعة العشرين الاقتصادات ال19 الأقوى في العالم، إضافة الى الاتحاد الأوروبي. ودعت تركيا الى هذه الدورة أذربيجان كضيف، وتحضرها أيضاً دول بصفة ضيوف دائمين مثل سنغافورة وإسبانيا ورئيس الدورة الحالية للاتحاد الأفريقي (زيمبابوي)، فضلاً عن ماليزيا والسنغال.