أمر ملك برغموم أتالوس الثاني رجاله بالبحث عن «جنة على الأرض»، وبعد عمليات واسعة النطاق، اكتشفوا منطقة فيها مدينة صغيرة، ما دفع الملك أتالوس إلى إعادة بناء المدينة، فأعطاها اسم «أتاليا» التي أصبحت فيما بعد مدينة أنطاليا. وعلى رغم عدم وجود تاريخ محدد ومعروف للعيش في هذه المدينة، إلا أن أنطاليا كانت إحدى المدن الرئيسة في الإمبراطورية البيزنطية، وكانت عاصمة مقاطعة «كربيسني»، التي احتلت السواحل الجنوبية من آسيا الصغرى وجزر بحر «إيجه»، وفي عهد الإمبراطور يوحنا الثاني كومنينوس (1118) كانت أنطاليا موقعاً معزولاً ضد الأتراك، ويمكن الوصول إليها من طريق البحر فقط، وفي السنة التالية، مع معونة قائده العام جون أكسش، قاد يوحنا بولس الثاني الأتراك من الطرق البرية المؤدية إلى أنطاليا وأعاد ربط المدينة مع بقية الإمبراطورية. غزا السلاجقة المدينة، مع المنطقة المحيطة بها، في بدايات القرن ال13. كانت أنطاليا عاصمة محافظة بيليك أوف تيكي التركية (1321-1423) حتى غزاها العثمانيون، واُحتلت المدينة لفترة وجيزة من الإيطاليين نهاية الحرب العالمية الأولى وحتى تأسيس الجمهورية التركية في 1923. وتستعد اليوم هذه المدينة التاريخية التي تتوسد ساحل البحر المتوسط، لاستقبال زعماء الدول الكبرى في العالم، في إطار استضافتها لقمة مجموعة ال20، المزمع عقدها بين 15 إلى 16 تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري. واحتاج هذا العدد من الزعماء إلى استنفار أكثر من 12 ألف عنصر من الشرطة وقوات الدرك سيتخذون التدابير الأمنية اللازمة لتأمينهم، وستكون جميع الوحدات الأمنية التركية التي تبدي أهمية قصوى لأمن القمة في حال استنفار حتى يغادر آخر زعيم أرض مطار أنطاليا الذي شُبّه ب«الثكنة العسكرية»، الأمر الذي دفع إلى اتخاذ تدابير أمنية عدة، منها نصب أنظمة كاميرات، إذ تم تركيب أكثر من 350 كاميرا مراقبة في المطار ومنطقة الفنادق في «بَلَك» التي ستعقد فيها القمة، كما ستتخذ فرق خفر السواحل التدابير اللازمة من البحر. وذكر أنه في حال وافقت السلطات العسكرية، والمديرية العامة للطيران المدني، سيتم اتخاذ تدابير أخرى من خلال إعلان منطقة حظر طيران. وأوضح والي أنطاليا معمر توركر، أن جميع الخطط وُضعت لمواجهة أسوأ الظروف والسيناريوات، وأن جميع التدابير الصحية اُتخذت لمواجهة الحالات الصحية المحتملة، إذ تم تحديد المستشفيات للحالات الطارئة، وخُصّص فريق طبي واحد على الأقل لكل وفد مشارك في القمة، إلى جانب تخصيص 68 سيارة إسعاف وثلاث مروحيات إسعاف، مبينا أن 46 فندقاً تقع ضمن منطقة انعقاد القمة، من بينها 30 مخصصة لوفود الدول، و16 لوفود منظمات المجتمع المدني، متوقعاً مشاركة ثلاثة آلاف صحافي من وسائل الإعلام المحلية والأجنبية لتغطية الحدث. وكانت السلطات التركية أعلنت في وقت سابق أنه لن يُسمح سوى للأشخاص المصرّح لهم بدخول مركز منطقة «بَلَك»، في الفترة من 11 إلى 17 تشرين ثاني (نوفمبر) الجاري، كما لن يُسمح في تلك الفترة، بإقامة أية فعاليات في الفنادق ال30 المخصصة لوفود الدول. وجهّزت الفنادق لاستقبال قادة الدول ووفودها، إذ تم تغيير زجاج نوافذ غرف الفنادق وبقية الغرف المهمة بزجاج مضاد للرصاص، وإزالة قطع الأثاث المتحركة من الغرف التي سيقيم بها القادة، أو تثبيتها تلبية لمطالب بعض الوفود. وينتظر أن يشارك في قمة المجموعة المقبلة في أنطاليا قادة: المملكة العربية السعودية، والولايات المتحدة الأميركية، وبريطانيا، وروسيا، واليابان، وكندا، وألمانيا، وفرنسا، وإيطاليا، واستراليا، والبرازيل، والأرجنتين، والهند، والصين، وإندونيسيا، والمكسيك، وجنوب أفريقيا، وكوريا الجنوبية، والمفوضية الأوروبية، وقادة دول أخرى دعتهم تركيا.