أدرك جاستن بيبر وأعضاء فرقة «وان دايركشن» الذين أصبحوا بملامحهم الطفولية نجوماً في سن المراهقة، سريعاً الواقع القاسي لحياة يعيشونها دائماً أمام أنظار الرأي العام. ويُظهر ألبوما بيبر والفرقة البريطانية الشبابية اللذان صدرا الجمعة كيف أنهم نضجوا نسبياً. ويبقى هؤلاء الشباب في الألبومين أوفياء لموسيقى البوب السهلة التي ضمنت لهم نجاحاً عالمياً، إلا أنهم يكشفون فيهما سعيهم لأن يصبحوا بالغين على رغم الشهرة التي تثقل كاهلهم أحياناً. فقد غنى جاستن بيبر (21 سنة) في الأغنية الثانية من ألبومه الجديد «بوربوس»: «حياتي فيلم والكل يشاهده». ويضيف المغني الكندي الذي يتابعه 70 مليون شخص عبر «تويتر» في الأغنية نفسها» «الحياة ليست سهلة أنا لست شخصاً فولاذياً، لا تنسَ أنني إنسان، لا تنسَ أنني حقيقي». وهذه الرغبة في التطور ملموسة ليس فقط من خلال بعض النصوص بل أيضاً من خلال الموسيقى. ففي أغنيات كثيرة بدءاً بالأغنيتين الناجحتين «وات دو يو مين؟» و«سوري» يعتمد إيقاع موسيقى «هاوس» الأكثر بطئاً، مبتعداً من البوب «ار اند بي» الذي كان يميل إليه لكنه لم يكن يميزه عن نجوم البوب الآخرين. وهذه الأسطوانة هي ألبومه الأول الفعلي في غضون ثلاث سنوات منذ صدور «بيليلف» عام 2012. ومنذ ذلك الحين، تصدر بيبر أخبار الصحف بسبب مشكلاته مع القضاء بعدما قاد سيارة بطريقة متهورة تحت تأثير الكحول وألقى بيضاً على منزل جارة له واعتدى على مصور. وهو يغني «سوري» (عفواً) في ألبومه الجديد ويسعى إلى مستوى نضج جديد، إلا أن هذا لا يعني ان بيبر وصل إلى مرحلة هدوء تام، ففي نهاية تشرين الأول (اكتوبر) انسحب من حفلة في النروج بعد الأغنية الأولى تاركاً المراهقات المذهولات يبكين. ويقوم بيبر بجولة اعتباراً من آذار (مارس) المقبل. أما فرقة «وان دايركشن» الشبابية البريطانية فهي تصدر ألبوماً سنوياً قبل فترة أعياد نهاية السنة منذ العام 2011، بعدما لفتت الأنظار في برنامج المواهب «ذي إكس فاكتور». إلا أن الجديد مع ألبوم «مايد إن ذي ايه ام» هو أنه الألبوم الأول الذي يسجل بدون زين ماكل، العضو المؤسس في الفرقة الذي غذى انسحابه من صفوفها في آذار الماضي إشاعات حول احتمال انفراط عقدها. ويشدد أعضاء الفرقة الأربعة الباقون على أنهم سيستمرون، لكنهم سيتوقفون لفترة غير محددة بعد صدور ألبومهم الأخير الذي يلي جولة ماراتونية اختتمت نهاية تشرين الأول في شيفيلد في انكلترا. وفي ألبومهم الأخير، اختار أفراد الفرقة الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 21 و23 سنة، والذين يجسدون منذ البداية موسيقى بوب بسيطة وخفيفة، تشديد لهجتهم بعض الشيء. فأغنية «تمبوريري فيكس» تكثر فيها أنغام الغيتار الحماسية مذكرة بالروك الذي تؤديه فرقة «كيلرز».