استهدفت اعتداءات باريس التي وقعت مساء أمس (الجمعة) ستة مواقع مختلفة، مسفرةً عن وقوع 128 قتيلاً وأكثر من 300 جريح، في حصيلة لا تزال أولية. ووقعت الاعتداءات في مناطق بعضها في الضاحية الشمالية لباريس وأخرى في الجزء الشرقي من العاصمة حيث تنتشر حانات مشهورة تكتظ عادة بالرواد خلال عطلة نهاية الأسبوع، وهي قريبة من "ساحة الجمهورية" التي تجمع فيها نحو مليون ونصف المليون شخص في كانون الثاني (يناير) الماضي احتجاجاً على الاعتداءات التي استهدفت العاصمة أيضاً في تلك الفترة. مواقع الاعتداءات: -اعتداء «باتاكلان»: اقتحم عدد من المسلحين غير الملثمين مسرح «باتاكلان» خلال حفلة لموسيقى "الروك"، وأطلقوا النار بشكل عشوائي وهم يهتفون «الله اكبر»، قبل أن يحتجزوا رهائن لمدة ثلاث ساعات تقريباً. وقال شاهد عيان، يدعى بيار جانازاك (35 عاما): «سمعتهم بوضوح يقولون للرهائن إنها مسؤولية هولاند، إنها مسؤولية رئيسكم، ما كان عليه التدخل في سورية، وتكلموا أيضاً عن العراق». وقال شاب آخر يُدعى لويس كان موجوداً في المسرح أيضاً ساعة الهجوم: «تمكنت برفقة والدتي من الهروب من مسرح باتاكلان وتجنبنا الرصاص، لكنني شاهدت كثيرين من المدنيين على الأرض»، موضحاً أنه رأى عدداً من الأشخاص يدخلون، وبدأوا فوراً بإطلاق النار من جهة المدخل. وأفاد مصدر مقرب من التحقيق بأن الشرطة هاجمت المسرح قبيل الساعة 00:30 بالتوقيت المحلي (11:30ت.غ)، وأنهت عملية احتجاز الرهائن نحو الساعة الواحدة صباحاً بالتوقيت المحلي، وقُتل في العملية عشرات الأشخاص، بينهم أربعة مهاجمين، ثلاثة منهم قُتلوا بعدما فجروا أحزمة ناسفة كانوا يرتدونها، في حين أصابت عناصر الشرطة مهاجماً رابعاً انفجر حزامه بعد سقوطه. -استاد فرنسا الدولي: في الوقت نفسه تقريباً، وقع الانفجار الأول عند 21:20 (20:00 ت.غ) بالقرب من استاد فرنسا الدولي شمال باريس، حيث كانت تجري مباراة لكرة القدم بين منتخبي فرنسا وألمانيا. وعمدت الأجهزة الأمنية فوراً على إخراج الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الذي كان يتابع المباراة وأُغلقت كل مداخل الاستاد. وكشف مصدر قريب من التحقيق ان أربعة أشخاص قُتلوا «بينهم ثلاثة إرهابيين» شاركوا في الهجمات. وأكدت المصادر ان واحداً على الأقل من الانفجارات التي سُمعت نتج من تفجير انتحاري نفسه. وتواصلت المباراة حتى نهايتها، ثم أُخلي الملعب بهدوء. شارع «لافونتين او روا» : على بعد مئات الأمتار من مسرح «باتاكلان»، فتح مسلحون النار في شارع «لافونتين او روا» على مطعم للبيتزا، ما أدى إلى مقتل خمسة أشخاص برصاص سلاح رشاش. وأوضح شاهد عيان يدعى ماتيو (35 عاما) ان «خمسة قتلى على الأقل سقطوا حولي وكانت الدماء في كل مكان. أسعفني الحظ في أن أبقى على قيد الحياة»، فيما أكد شاهد آخر انه رأى سيارة «فورد فوكوس» سوداء تطلق النار، مشيراً إلى أنه رأى رصاصات فارغة على الأرض. جادة «فولتير»: أفاد مصدر قضائي بأن هجوماً آخر وقع في جادة «فولتير»، حيث مسرح «باتاكلان»، ما أدى إلى سقوط قتيل. ولم تعرف المسافة التي تفصل بين مكان سقوط القتيل والمسرح. وكشف مصدر قريب من التحقيق ان مهاجماً انتحارياً سقط في هذا الشارع أيضاً. شارع «أليبير»: وعلى مسافة غير بعيدة شمالاً، وقع إطلاق نار عند تقاطع شارعي «بيشار» و«أليبير» أمام شرفة مطعم «لو بوتي كامبودج»، ما أدى إلى مقتل 14 شخصاً. وقالت امرأة كانت في المكان إن « الاعتداء حصل بسرعة، وسقط الضحايا على الأرض من دون حراك. لم يفهم الموجودون ماذا حدث، وشاهدت شاباً يحمل فتاة بين يديه بدت ميتة». - شارع «شارون»: وعلى مسافة قريبة شرقاً، تكرر المشهد في شارع "شارون" حيث قتل 18 شخصاً. وقال شاهد إنه سمع إطلاق نار «عبارة عن رشقات لدقيقتين أو ثلاث، ثم شاهدت العديد من الجثث المغطاة بالدم على الأرض»، موضحاً ان إطلاق النار استهدف مطعماً يابانياً ومقهى.