أفاد مصدر مطلع ان 129 شخصاً على الأقل قتلوا، وأُصيب 352 آخرون، بينهم 99 في حال خطرة، في اعتداءات غير مسبوقة وقعت في باريس مساء أمس (الجمعة)، وذلك في حصيلة أولية. وأضافت مصادر أخرى قريبة من التحقيق أن السلطات قتلت «ثمانية ارهابيين» شاركوا في الاعتداءات، بينهم أربعة كانوا يحتجزون رهائن في مسرح «باتاكلان»، بينما قُتل ثلاثة آخرون في استاد فرنسا الدولي، ومسلح آخر في جادة فولتير على مقربة من مسرح «باتاكلان». وقالت المصادر إن حوالى 1500 متفرج كانوا موجودين في المسرح لحضور حفل موسيقي، حينما احتجزهم أربعة مسحلين يرتدون أحزمة ناسفة، وتمكن ثلاثة مسلحين من تفجير أحزمتهم، فيما أطلقت الشرطة النار على الرابع الذي سقط أرضاً، فانفجر حزامه الناسف فور سقوطه. وفي حادث منفصل، قالت الشرطة إن ثلاثة مسلحين هاجموا محيط استاد فرنسا الدولي في ضواحي باريس حيث كانت تجري مباراة ودية بين منتخبي فرنسا والمانيا في كرة القدم. وأحصت الشرطة «ثلاث عمليات اطلاق نار على الأقل وربما أربع في محيط باتاكلان (الدائرة الحادية عشرة) وشارع شارون (الدائرة العاشرة)، وهما منطقتا سهر في وسط العاصمة». وفور وقوع الانفجارات قرب ملعب فرنسا الدولي غادر الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الملعب حيث كان يتابع المباراة، وانتقل الى مقر وزارة الداخلية في باريس «لإجراء تقييم للأوضاع مع كل الأجهزة المعنية». وأعلن هولاند تشكيل خلية أزمة ضمت، بالإضافة إليه، رئيس الوزراء مانويل فالس ووزير الداخلية برنار كازنوف، بحسب رئاسة الوزراء. وفرضت الشرطة طوقاً أمنياً في محيط الأماكن التي شهدت هذه الهجمات، وأرسلت إليها فرق اسعاف. وأعلن مدعي عام الجمهورية في باريس فرنسوا مولان فجر اليوم ان التحقيق الذي فُتح في الاعتداءات يجب ان يحدد ما اذا كان يوجد «متواطئون او مشاركون لا زالوا فارين». وتأتي هذه الهجمات بعد عشرة أشهر على الاعتداءات التي شنها متطرفون في قلب العاصمة الفرنسية ضد أسبوعية «شارلي ايبدو» الهزلية ومتجر يهودي ما أسفر عن 17 قتيلاً، والتي تلتها عدة هجمات أو محاولات هجمات. وتعود محاولة الهجوم الأخيرة في فرنسا الى 21 آب (اغسطس) الماضي وقعت على متن قطار سريع بين بروكسيلوباريس، لكن تم احباطها. من جهتها، دعت بلدية باريس سكان العاصمة الى «عدم الخروج من منازلهم»، وقالت البلدية في تغريدة على موقع تويتر «عمليات إطلاق نار في باريس، ندعوكم الى عدم الخروج من منازلكم بانتظار تعليمات» جديدة من السلطات. في موازاة ذلك، أعلن مصدر قريب من التحقيقات الجارية في الاعتداءات التي شهدتها باريس مساء الجمعة أن هذه الهجمات «الارهابية» جرت في سبعة مواقع مختلفة وأن احدها على الأقل نفذه انتحاري. وقال المصدر إن الاعتداءات جرت كالآتي: «انتحاري فجر نفسه في ملعب فرنسا الدولي شمال باريس، وهجوم استهدف مسرح باتاكلان في وسط باريس حيث احتجز المهاجمون رهائن في عملية كانت لا تزال مستمرة حتى منتصف الليل، في حين وقعت خمس هجمات اخرى في خمسة مواقع في احياء بوسط العاصمة يرتادها الناس كثيراً مساء كل جمعة قرب ساحة الجمهورية».