قتل 120 شخصاً على الأقل في اعتداءات إرهابية غير مسبوقة استهدفت باريس مساء أمس الجمعة وتخللتها تفجيرات وعملية احتجاز رهائن وإطلاق رصاص، ما دفع الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند إلى إعلان حال الطوارئ في البلاد وإغلاق الحدود، بينما أعرب العالم عن إدانته وغضبه. وأفاد مصدر قريب من التحقيق أن الاعتداءات المتزامنة تسببت بمقتل 120 شخصاً على الأقل وإصابة أكثر من 200 بجروح بينهم 80 إصاباتهم خطرة، وأشار إلى أن هذه الحصيلة لا تزال موقتة، وأضاف أن ثمانية إرهابيين شاركوا في الاعتداءات قتلوا إما برصاص الشرطة وإما بتفجير أنفسهم. وكان حوالي 1500 شخص موجودين في مسرح باتاكلان عندما اقتحمه المهاجمون وبدأو بإطلاق الرصاص. وروى شاهد أن شباناً دخلوا المسرح وبدأوا بإطلاق النار على الجموع عند المدخل، وأشار إلى أنه تمكن من الفرار مع والدته، مضيفاً أنهما نجحا في تجنب الرصاص وكان هناك الكثير من الناس على الارض في كل مكان"، وأضاف "كانوا مسلحين ببنادق بومب لقد سمعتهم يلقمونها، الحفل الموسيقي توقف، الكل انبطح أرضاً، وهم واصلوا إطلاق النار على الناس، كان الوضع جحيماً". وقال شاهد آخر هو مقدم برامج في الإذاعة والتلفزيون يدعى بيار جانازاك (35 عاماً) إن المهاجمين صاحوا لدى احتجازهم رهائن في صالة المسرح "هذا بسبب (الرئيس الفرنسي فرنسوا) هولاند، لا يجدر به التدخل في سوريا" مضيفاً انهم "ذكروا أيضاً العراق". ويقع المسرح على مسافة قريبة من مقر صحيفة "شارلي ايبدو" الساخرة التي هاجمها جهاديون في يناير الماضي وقضوا على عدد من أعضاء مجلس التحرير والعاملين فيها. وروى الصحافي جوليان بيرس من إذاعة اوروبا-1 "دخل شخصان أو ثلاثة غير مقنعين يحملون أسلحة رشاشة وبدأوا بإطلاق النار عشوائياً على الجمهور"، وأضاف "استغرق الأمر 10 دقائق أو 15 دقيقة، كان الأمر عنيفاً جداً، وحصلت موجة من الذعر، هرع الجميع في اتجاه خشبة المسرح، وحصل تدافع، وكان البعض يدوس على الآخر". واقتحمت الشرطة المسرح على الأثر لتضع حداً لعملية احتجاز الرهائن، فقتلت ثلاثة من المهاجمين. وقالت مصادر قريبة من التحقيق أن ستة إلى سبعة اعتداءات وقعت في مناطق مختلفة من باريس بشكل متزامن مساء الجمعة في مناطق تشهد زحمة سهر في بداية عطلة نهاية الاسبوع. وأفادت مصادر متطابقة فجر السبت أن ثلاثة من المسلحين الأربعة الذين هاجموا مسرح باتاكلان عمدوا إثر اقتحام قوات الأمن المكان إلى تفجير أحزمة ناسفة كانوا يضعونها على أجسادهم، في حين قتل الرابع برصاص الشرطة، ومن بين الاعتداءات واحد وقع خارج إستاد فرنسا شمال العاصمة، تبعته ثلاثة انفجارات.