اتهم الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أمس تنظيم داعش بالوقوف خلف سلسلة الهجمات التي ضربت باريس مساء الجمعة وأوقعت ما لا يقل عن 128 قتيلاً و250 جريحاً.لا وقال هولاند في قصر الإليزيه إن «ما حصل أمس هو عمل حربي.. ارتكبه «داعش» ودبر من الخارج بتواطؤ داخلي سيسمح التحقيق بإثباتها». وندد هولاند إثر خروجه من اجتماع لمجلس الدفاع بمشاركة الوزراء الرئيسين في حكومته ب «أعمال وحشية مطلقة». وأكد أن «فرنسا لن ترحم» مؤكداً «اتخاذ كل التدابير لضمان أمن المواطنين في إطار حالة الطوارئ» التي أعلنت خلال الليل مؤكداً أن «قوات الأمن الداخلي والجيش متأهبة بأقصى مستويات قدراتها» و«تم تعزيز كل أجهزة الأمن». وأعلن هولاند الحداد الوطني لثلاثة أيام، مشيراً إلى أنه سيلقي كلمة يوم غد الإثنين أمام البرلمان الفرنسي الذي سينعقد بمجلسيه في قصر فرساي قرب باريس «للم شمل الأمة في هذا المحنة». ولم يفتح برج إيفل أبوابه منذ مساء الجمعة، و«سيبقى مقفلا حتى إشعار آخر»، بحسب ما أعلن متحدث باسمه. وكانت الاعتداءات استهدفت ستة مواقع مختلفة بينها محيط استاد دو فرانس الدولي في الضاحية الشمالية لباريس، وفي الشرق الباريسي حيث توجد حانات مشهورة تكتظ عادة بالرواد خلال عطلة نهاية الأسبوع على مقربة من ساحة الجمهورية التي جمعت نحو مليون ونصف المليون شخص في يناير الماضي احتجاجا على الاعتداءات التي استهدفت العاصمة في تلك الفترة. وكان حوالي 1500 شخص موجودين في مسرح باتاكلان عندما اقتحمه المهاجمون وبدأوا بإطلاق الرصاص. وروى شاهد يدعى لوي أن شبانا كانوا دخلوا المسرح «وبدأوا بإطلاق النار عند المدخل. لقد أطلقوا النار على الجموع هاتفين الله أكبر». وقال شاهد آخر هو مقدم برامج في الإذاعة والتليفزيون يدعى بيار جانازاك (35 عاما) أن المهاجمين صاحوا لدى احتجازهم رهائن في صالة المسرح «هذا بسبب (الرئيس الفرنسي فرنسوا) هولاند، لا يجدر به التدخل في سوريا» مضيفا أنهم «ذكروا أيضا العراق». وقال الصحافي جوليان بيرس من إذاعة أوروبا-1 «استغرق الأمر عشر دقائق أو 15 دقيقة. كان عنيفاً جداً، وحصلت موجة من الذعر. هرع الجميع في اتجاه خشبة المسرح، وحصل تدافع، وكان البعض يدوس على الآخرين». وفي استاد دي فرانس شمال العاصمة، كان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند يشاهد مباراة ودية بين منتخبي ألمانياوفرنسا، إلى جانب حوالي ثمانين ألف متفرج آخرين، عندما تم إبلاغه بأن الانفجارات ليست عرضية وأن أحداثا تقع في مسرح باتاكلان، فغادر المكان. وفي شارع بيشا، روت فلورانس التي وصلت إلى المكان بعد دقيقة واحدة من إطلاق النار، أن «الأمر بدا خيالياً. كان الجميع أرضا. عاد الهدوء، ولم يكن الناس يدركون ما حصل. رأيت رجلا يحمل فتاة بين ذراعيه. بدت لي ميتة». وفتحت السلطات الفرنسية تحقيقا في «جرائم قتل على علاقة بمنظمة إرهابية». وانتشر 1500 جندي إضافي في شوارع باريس بناء على أمر من فرانسوا هولاند. وكان هولاند أعلن حالة الطوارئ في البلاد وإقفال الحدود. كما أعلن في المكان حربا «لا هوادة فيها» ضد الإرهابيين.