تواصلت في لبنان أمس حملة الدفاع عن رئيس الجمهورية ميشال سليمان، رداً على الهجوم الذي تعرض له من بعض رموز المعارضة وحلفاء دمشق، على رغم رفض سليمان نفسه أول من أمس صدور موقف عن مجلس الوزراء رداً على الحملة التي استهدفته على مدى الأسبوعين الماضيين والتي أثارها معظم الوزراء منتقدين التعرض لدوره التوافقي فيما دعا عدد من وزراء المعارضة الى عدم تضخيم الحملة. وإذ أجرى رئيس الحكومة سعد الحريري أمس محادثات مع نظيره الأردني سمير الرفاعي الذي يرافقه وفد وزاري موسع في إطار التعاون الاقتصادي، قالت مصادر مواكبة للاتصالات بين دمشق وبيروت إن الحريري سيزور سورية على رأس وفد وزاري بين 13 و14 نيسان (ابريل) المقبل. واجتمع الرفاعي الى كل من الرئيس سليمان الذي أشار الى «العلاقات الممتازة» مع الأردن، ورئيس المجلس النيابي نبيه بري. وقالت مصادر مواكبة للحملات التي تعرض لها سليمان إن بعض من قام بها استند الى مآخذ لدمشق على استعجال رئيس الجمهورية في دعوة «هيئة الحوار الوطني» الى الانعقاد في 2 آذار (مارس) الماضي، وذهب بعيداً في هذه الحملات لأهداف تتعدى هذه المآخذ. وذكرت المصادر ان دمشق كانت تفضل التريث في دعوة هيئة الحوار لتجنب حصول انقسام بين الفرقاء اللبنانيين حول سلاح المقاومة وإعادة التشنج للساحة السياسية الداخلية. وذكر مقربون من دمشق ان الحاجة الملحة للحوار في السابق كانت تعود الى غياب وجود رئيس للجمهورية والى تعذر اجتماع المجلس النيابي بفعل الانقسام السياسي الذي كان يسود البلاد والذي انعكس شللاً في الوضع الحكومي، بينما الوضع الآن أكثر استقراراً وبالتالي لم يكن هناك من حاجة الى تأجيج الخلافات حول المقاومة وسلاحها مجدداً. إلا أن أوساطاً رسمية لبنانية دأبت على نفي حصول تباين بين الرئيس سليمان والجانب السوري، مشيرة الى استمرار اتصالاته الأسبوعية مع الرئيس السوري بشار الأسد. وانضم البطريرك الماروني نصرالله صفير الى المدافعين عن الرئيس سليمان أمس فنقل عنه النائب السابق غطاس خوري أنه «ضد ما يمس بهيبة الجمهورية أو رئيسها والمؤسسات الدستورية، ويؤيد مواقف رئيس الجمهورية». وكان الحريري أجرى جولتين من المحادثات مع نظيره الأردني، صباحية ومسائية. وعُقد لقاء مصغّر بينهما في الجولة المسائية. وتناول البحث سبل تعزيز تقوية العلاقات الثنائية بين البلدين وجرى في نهاية الاجتماع التوقيع على ستة عشر اتفاقية ومذكرة وبروتوكولاً تتناول تطوير التعاون في مجالات عدة. وتطرقت المحادثات الى الوضع في الأراضي الفلسطينية المحتلة والإجراءات الإسرائيلية الاستيطانية والهادفة الى تهويد القدس.