صادقت محكمة محافظة عنيزة صباح أول من أمس على طلاق رجل خمسيني من «طفلة عنيزة»، التي لا يتجاوز عمرها تسعة أعوام. وذكر مصدر قضائي ل«الحياة» أن الزوج توجه إلى المحكمة وطلق الطفلة بعدما قبل وساطة أمير منطقة القصيم الأمير فيصل بن بندر الذي التقاه في مقر الإمارة الأسبوع الجاري بحضور نائبه الأمير فيصل بن مشعل. ولفت المصدر إلى أن الزوج لم يطالب بقيمة المهر (30 ألف ريال) في مقابل موافقته على الطلاق، مشيراً إلى أن الطلاق جرى دون حضور الطفلة، لتنتهي معاناة أسرتها التي نجحت في إخفاء الأمر عنها. وقوبل الزوج بالشكر والتقدير من المسؤولين على إنهائه القضية ودياً. وكانت آخر جلسة عقدت في 11 نيسان (أبريل) الجاري، ورفض فيها قاضي محكمة عنيزة الشيخ حبيب الحبيب فسخ عقد الطفلة، بعدما وجهت هيئة التمييز الشهر الماضي القاضي بإعادة النظر في القضية، لأنها اعتبرت حكم القاضي في وقت سابق «بصرف النظر عن فسخ العقد من الرجل الخمسيني حتى بلوغ الطفلة» تعليقاً لها. وتعود تفاصيل قضية الطفلة إلى قبل نحو عامين، حين زوجها والدها من رجل خمسيني دون علمها أو علم والدتها، وسجل عقد النكاح في مدينة بريدة، على رغم أن الطفلة والزوج يسكنان في محافظة عنيزة، واستمر الزواج سرياً بين الزوج ووالد الطفلة، لكن صديقاً للأخير أفشى لشقيقته الأمر، فنقلت الأمر إلى والدة الطفلة التي وكلت المحامي عبدالله الجطيلي للترافع عنها من أجل فسخ العقد، وجرت خلال جلسات المحاكمة محاولات عدة للصلح بين الطرفين قادتها مؤسسات حكومية وأهلية فشلت جميعها لإصرار الزوج على الاحتفاظ بحقه في الزواج منها، في حين أصدرت المحكمة قراراً باستمرار الزواج حتى بلوغ الطفلة لأخذ رأيها في الزواج والاعتداد به، وهنا طلب المحامي رفع ملف القضية إلى هيئة التمييز التي وجهت القاضي بإعادة النظر فيها، لكنه لم يغير حكمه، لتنتهي القضية ودياً، بعد تدخل أمير منطقة القصيم.