عادت كولومبيا لتحتل المرتبة الأولى عالمياً للعام 2014 في انتاج مادة الكوكا، المكون الرئيس للكوكايين، بعدما كانت في المرتبة الثانية خلف البيرو في العام 2013. وأشارت الإحصاءات الأخيرة التي أجريت العام الماضي 2014، الى أن كولومبيا زادت انتاجها من "الكوكا" بنسبة 44 في المئة عن العام 2013. وذكر التقرير الذي نشر في صحيفة "واشنطن بوست" أن هذه النتائج تشكل ضربة للولايات المتحدة التي تعمل على مكافحة المخدرات، إذ إن الكثير من هذا الانتاج يتم تهريبه الى الولاياتالمتحدة. ويأتي ازدهار الكوكا في وقت حساس بالنسبة الى الحكومة الكولومبية التي تخوض مفاوضات سلام اصبحت في مراحلها شبه النهائية مع المتمردين اليساريين، الذين استفادوا طويلاً من تجارة المخدرات غير المشروعة. وكانت الحكومة أوقفت الشهر الماضي الرش الجوي على المحاصيل، مخافة أن تكون المواد المستخدمة في الرش مسببة للسرطان. ويعتبر القضاء على الكوكايين أحد الاهتمامات الرئيسة لكولومبيا، والتي بموجبها قدمت لها الولاياتالمتحدة مساعدات بأكثر من 9 بلايين دولار منذ عام 2000. وقال مسؤولون أميركيون وكولومبيون إن السبب الرئيس لوفرة الكوكايين في كولومبيا هو أن القوات المسلحة الثورية الكولومبية المتمردة تتحد مع جماعات مسلحة أخرى وتشجع المزارعين على زراعة المزيد من الكوكا. وتسببت الزراعات غير القانونية لنبتة الكوكا بقطع نحو 250 ألف هكتار من الأشجار من غابات كولومبيا بين 2001 و2012 لاستبدالها بنباتات الكوكا، بحسب تقرير نشرته مؤسسة المانية في بوغوتا العام الماضي. وأوضح ألكسندر رينكون رويز الباحث في «مؤسسة هومبولت» الألمانية، أن هذه الظاهرة بدأت مع إقامة خطة في العقد الأول من القرن الحالي لمكافحة المخدرات، ترغم المزارعين على «حرق أراضيهم لاستئصال هذه الزراعات الممنوعة». ورداً على ذلك، نقل المزارعون محاصيلهم من نبتة الكوكا الى المنطقة الفقيرة جداً المطلة على المحيط الهادئ، والتي لم تكن يوماً منتجة في السابق، على ما أكد رويز خلال تقديم التقرير في شأن التنوع الحيوي الذي أنجزه المركز الساعي إلى الترويج للتعاون العلمي الدولي. وفي خلال عام واحد، قضي على أكثر من 15 ألف هكتار من أشجار الغابات، أي أكثر من 60 في المئة من غابات منطقة المحيط الهادئ، وفق مؤسسة «هومبولت» التي تضم شبكتها حوالى 23 ألف باحث في 130 بلداً.