زرع جوليان ملكي هكتارين من نبتة الكوكا في وادي أبوريماك وإيني جنوب البيرو، شأنه في ذلك شأن المزارعين الآخرين الذين «لا يستطيعون التخلي عن زراعة هذه النبتة، ويضطرون الى التعامل مع السوق السوداء، اذ ليس لديهم خيار آخر» كما يقول. وتحاول المنظمات الدولية والمنظمات غير الحكومية خلق بدائل للمزارعين عن نبتة الكوكا المستخدمة في تصنيع مخدر الكوكايين، لكن الخطط الموضوعة لهذه الغاية باءت جميعها بالفشل. ويضيف جوليان، وهو أيضاً عضو في اتحاد المنتجين الزراعيين في بيشاري التي يبلغ عدد سكانها عشرون ألفا: «كثيرون من المزارعين يرغبون في التخلي عن زراعة الكوكا، فيزرعون الكاكاو مثلاً أو البن أو النخيل، لكنهم لا يجدون سوقاً لتصريف هذه المنتجات». وتمتد المنطقة على مساحة تصل الى 120 ألف كيلومتر مربع من الغابات والجبال، وقد زرع من الكوكا في هذه المنطقة 19 الف هكتار، بحسب التقديرات الرسمية. غير ان جوليان يقدر هذه المساحات بأكثر من 23 الف هكتار، فيما تتحدث أرقام الأممالمتحدة عن أكثر من 61 ألف هكتار من الكوكا زرعت في البيرو عام 2010. ويأسف هذا المزارع من سلوك المنظمات الداعمة للزراعات البديلة، ويقول إنهم «يأتون ويطلقون الوعود ويحركون الأمل في الناس ثم يختفون». ويضيف: «لهذه الأسباب ليس هناك حل سوى في زراعة الكوكا وإهمال المزروعات الاخرى التي لا تجد لها سوقاً». ويضاف الى هذه الاسباب، ان نبتة الكوكا «تنتج أربعة محاصيل سنوياً، فيما لا تنتج نبتة البن او نبتة الكاكاو سوى محصول واحد في السنة». ويقول مزارع آخر يدعى إنرك سيغوفيا ويزرع الارز والنخيل والموز الى جانب الكوكا، إن «زراعة الكوكا تؤمّن لنا مورداً اضافياً يعيننا في تعليم أولادنا». ويقارن إنرك بين نبتة الكوكا وغيرها قائلاً: «أزرع نبتة الكوكا اليوم فتجف في صباح الغد وأبيعها بعد الظهر، في المقابل تحتاج نبتة الكاكاو عشرة ايام لتجف حتى أتمكن من بيعها». وينتج المزارعون في هذه المنطقة من البيرو المادة الاولية لما يعادل 65 في المئة من الكوكايين المصدر من البلاد، وفقا لتقديرات شبه رسمية. ويظهر التقرير الاخير للامم المتحدة الصادر نهاية حزيران (يونيو)، ان البيرو أنتج 320 طناً من الكوكايين عام 2010.