تمكنت السلطات التونسية من تفكيك «خلية ارهابية» متورطة في محاولة اغتيال النائب عن حزب «نداء تونس» الحاكم رضا شرف الدين قبل شهر، وتستعد لتنفيذ هجمات مسلحة بمحافظة سوسة التي شهدت الصيف الماضي، أكثر الاعتداءات دموية في تاريخ البلاد. وقال وزير الداخلية التونسي محمد ناجم الغرسلي في تصريح امام المجلس النيابي مساء الثلثاء إن «قوات الأمن تمكنت من تفكيك خلية ارهابية على علاقة بتنظيم داعش ومتورطة في عمليات ارهابية بمحافظة سوسة»، مشدداً على أن وزارته ستقدم التفاصيل عن العملية فور انتهائها وذلك لدواعٍ أمنية وفق تعبيره. وأوردت تقارير ان الخلية التي تضم عناصر موالية لتنظيم «داعش» كانت تستعد لتنفيذ هجمات مسلحة بمحافظة سوسة الساحلية (شمال شرق) التي تعرضت الصيف الماضي إلى هجوم بمنتجع سياحي اسفر عن مقتل عشرات السياح الأجانب. ونجحت الوحدات الأمنية المختصة في مصادرة كميات من الأسلحة والذخيرة وحواسيب وهواتف نقالة كانت بحوزة الخلية. وكانت وزارة الداخلية دعت في بيان الثلثاء إلى الإبلاغ عن 3 عناصر إرهابية على خلفية انتمائها إلى خلايا ارهابية، في حين تمكنت من إيقاف ستة عناصر من الخلية نفسها. وترجّح قيادات أمنية تونسية أن افراد الخلية متورطون في محاولة اغتيال النائب عن حزب «نداء تونس» الحاكم الشهر الماضي، إضافة إلى قتل شرطي تونسي في آب (أغسطس) الماضي، كما تستعد الخلية لتنفيذ ضربات تستهدف مقار رسمية ورجال أعمال وشخصيات سياسية وأمنية في محافظة سوسة. في سياق آخر، أجرت كتلة حزب «نداء تونس» الذي يقود الائتلاف الحكومي تغييرات على رأس عدد من لجان المجلس وذلك باستبعاد النواب الذين أعلنوا انسحابهم من الحزب مطلع هذا الأسبوع، على خلفية خلافات حادة بين قيادات الحزب الذي يواجه انقسامات. وقررت كتلة «نداء تونس» التي تضم 86 نائباً قبل انسحاب 32 منهم، تعيين النائب شاكر العيادي على رأس لجنة التشريع العام (من اهم اللجان البرلمانية) خلفاً للنائب المنسحب عبادة الكافي والنائب خميس كسيلة خلفاً للنائبة المنسحبة بشرى بلحاج حميدة. وينتمي النائبان الكافي وحميدة إلى التيار الذي يتزعمه الأمين العام للحزب محسن مرزوق والذي يناهض نائب رئيس الحزب ونجل رئيس الجمهورية حافظ قائد السبسي. ويوجه النواب المنسحبون من الحزب اتهامات لنجل السبسي بمحاولة وراثة الحزب والسلطة عن والده. ودعا الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي القيادات المتنازعة في حزب «نداء تونس» الحاكم إلى تغليب الحوار والتفاوض عوضاً عن الانشقاق الذي سيُفقد الحزب موقعه الأول في البرلمان لمصلحة كتلة حركة «النهضة» الإسلامية التي تضم 69 نائباً ما يهدّد استقرار حكومة الرئيس الحبيب الصيد. وذكرت قيادات في «نداء تونس» أن الرئيس ومؤسس الحزب الباجي قائد السبسي اقترح عدم ترشح كل من الأمين العام محسن مرزوق ونجله حافظ قائد السبسي إلى رئاسة الحزب، وذلك في محاولة منه لإبعاد التصريحات التي تتهمه بالسعي إلى توريث الحزب والسلطة لابنه.