كشف رئيس الوزراء السابق والمرشح للرئاسة في تونس الباجي قايد السبسي عن مخطط لاغتياله بهدف بث الفوضى والبلبلة وإفشال المسار الانتقالي، فيما اعتقلت السلطات التونسية عدداً من «الإرهابيين» في محافظات عدة. وتحدث السبسي، الذي يترأس حركة «نداء تونس» العلمانية عن وجود مخطط لتصفيته «لإدخال البلاد في موجة من العنف والفوضى، ما يهدد العملية الانتخابية والمسار الانتقالي». وكان السبسي (89 سنة)، الذي يُعتبر أحد أبرز المرشحين للانتخابات الرئاسية، أكد منذ أسبوع «وجود مندسين داخل حزبه يخططون لتصفيته بالتعاون مع موظفين في جهاز الدولة»، مشيراً إلى أنه تلقى هذه المعلومات من رئاسة الجمهورية التي تؤمّن حماية السياسيين الذين يواجهون تهديدات بالاغتيال. ويعتبر رئيس الوزراء السابق أحد أقرب المرشحين للفوز بالرئاسة وهو ما يفسر التخطيط لاغتياله وفق تصريحه، فيما يواجه معارضة شديدة من قيادات في حزبه لترشحه للرئاسة على رغم تقدمه في السن. في المقابل، نفت الرئاسة في بيان أصدرته مساء أول من أمس، امتلاكها معلومات عن مخطط لاغتيال السبسي، مضيفةً أن «الإدارة العامة لأمن رئيس الدولة والشخصيات الرسمية لم يسبق لها أن تقدمت بتقرير أمني لأي طرف في هذا الاتجاه». لكن قيادات في حزب «نداء تونس» أكدت صحة المعلومات التي أدلى بها السبسي، وأنها أتت على لسان الناطق الرسمي باسم الرئاسة عدنان منصر في لقاء له مع نجل رئيس الحزب منذ أيام. وأوضح الناطق باسم «نداء تونس» الأزهر العكرمي أن «رئاسة الجمهورية تريد الالتفاف على القضية وتعويمها». وكانت النيابة العامة فتحت تحقيقاً مطلع الأسبوع، بعد اتهام رئيس حركة «نداء تونس» أفراداً داخل حزبه بمحاولة اغتياله لرفضهم ترشحه للرئاسة. واستدعى عميد قضاة التحقيق في محكمة العاصمة الباجي قائد السبسي ونجله للتحقيق لكشف المتورطين في هذا المخطط الذي يتزعمه رئيس الوزراء السابق. وحذرت السلطات التونسية من حدوث عمليات إرهابية قد تستهدف منشآت حيوية وأمنية واغتيالات لشخصيات سياسية وإعلامية لإثارة الفوضى وإفشال المسار الانتقالي والعملية الانتخابية. وتستعد تونس لإجراء الانتخابات التشريعية (جولة واحدة) في 26 تشرين الأول (أكتوبر) المقبل والانتخابات الرئاسية في 23 تشرين الثاني (نوفمبر)، فيما تُعقد الجولة الثانية للانتخابات الرئاسية قبل نهاية كانون الأول (ديسمبر). في غضون ذلك، اعتقلت قوات الأمن التونسية 3 مسلحين في محافظة القيروان وسط البلاد (160 كلم جنوب العاصمة) كانوا في صدد التخطيط لعمليات تستهدف منشآت أمنية وعسكرية. وأشارت التحقيقات الأولية إلى أن العناصر ال3 عادوا أخيراً إلى البلاد بعدما كانوا يقاتلون في صفوف الجماعات المسلحة في سورية والعراق. وكان الناطق باسم وزارة الداخلية التونسية محمد علي العروي أكد حصول وزارته على «معلومات أكيدة حول مخططات كتيبة عقبة بن نافع بقيادة الإرهابي المصنَّف بالخطير جداً، خالد الشايب، والمكنّى بلقمان أبو صخر لاستهداف المسار الانتخابي والتخطيط لتنفيذ عمليات إرهابية في الفترة المقبلة». وأعلن إلقاء القبض على «أكثر من 25 عنصراً إرهابياً منذ مطلع الشهر الجاري»، مؤكداً ضلوعهم في إيصال الأسلحة من ليبيا إلى جبل الشعانبي عبر محافظة سيدي بوزيد.