بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين... والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين. إخواني وأبنائي منسوبي القوات المسلحة. أيها الإخوة المرابطون على حدودنا الجنوبية. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: أحييكم تحية تقدير واعتزاز لكل رجل منكم، أتيت اليوم لأشارككم نصركم الذي حققتموه بتوفيق العلي القدير، مقدراً لكم رجولتكم وصدق إقدامكم وإخلاصكم الذي يدل على أصالة معدنكم وقوة انتمائكم لوطننا الغالي ومحبتكم وطاعتكم لقائدكم خادم الحرمين الشريفين، حيث تقيدتم بأوامره ونفذتم توجيهاته كما حددها أيده الله. وإنني من هذا المقام لأرفع باسمكم جميعاً لمقام سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز القائد الأعلى لكافة القوات العسكرية، أسمى آيات التهاني والتبريكات على ما تحقق بفضل من الله، ثم بالدعم والمؤازرة والتأييد منه - حفظه الله - إبان العمليات العسكرية التي قمتم بها وكللها - أيده الله - بزيارته الميمونة لكم في مواقعكم، شاداً من أزركم، وموجهاً لكل واحد منكم. أيها الإخوة الأعزاء. إن ما حدث على حدودنا الجنوبية لأمر مؤسف لم نكن نسعى إليه أو نتمناه لأن ما يربطنا باليمن الشقيق قواسم مشتركة وتاريخ مشترك، فالدم واحد والمصير واحد. وبالأمس القريب حل بيننا فخامة رئيس الجمهورية اليمنية الأخ علي عبدالله صالح، ضيفاً عزيزاً على أخيه خادم الحرمين الشريفين، كما تلى ذلك عقد اجتماع مجلس التنسيق السعودي - اليمني الذي يعمل بتوجيه القيادتين الحكيمتين لدعم التنمية والأمن والاستقرار. فالعلاقات بين البلدين الشقيقين علاقات راسخة لا يستطيع المرجفون والكائدون الإساءة أو الإضرار بها. أيها الإخوة. إننا في المملكة العربية السعودية بقيادة سيدي خادم الحرمين الشريفين نتمنى لليمن العزيز وشعبه الشقيق كل خير وعزة ورفعة، فأمن البلدين كل لا يتجزأ، وسيستمر العمل المشترك مع الإخوة في اليمن الشقيق لكل ما فيه خير ومصلحة البلدين والشعبين الشقيقين. أيها الإخوة الأعزاء. لقد أثبتم وفي مختلف قواتكم الباسلة قدراتكم العالية في فنون القتال وفي استخدام السلاح وفي التخطيط الجيد لمواجهة مثل هذه العمليات العسكرية الجبلية المعقدة التي انتهت بإخراج المتسللين المعتدين. قاتلتم قتال الأبطال وتفوقتم في تعاملكم العسكري والإنساني بأساليب قتالية حديثة لم يتوقعوها. ولقد ضرب أبناؤنا الشهداء والجرحى أروع صور الشجاعة والإقدام، حيث فتحوا صدورهم وعرضوا أجسادهم لرصاص المتسللين، لتكون درعاً متيناً لوطن يفخر بهم وتفخر بهم قيادتهم ومواطنوهم الذين يحفظون لهم هذا العطاء المتميز وهذا الشرف العظيم. ختاماً أوصيكم ونفسي بتقوى الله لأن بتمسكنا بكتاب الله وسنة رسوله سنظل بحول الله أقوياء أشداء على أعدائنا وعلى كل من تسول له نفسه المساس بشبر من أراضي المملكة العربية السعودية. أكرر التحية لكل رجل منكم في جميع المواقع، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.