طغت تداعيات تراجع أسعار النفط وأمن المطارات أمس، على كواليس اليوم الثاني من «معرض دبي للطيران»، الذي انطلق بعد أيام قليلة من تحطّم الطائرة الروسية في سيناء المصرية، وسط تكهنات بأن يكون الحادث ناتجاً من تفجير قنبلة زُرعت داخلها. وتوقع مسؤولون في شركات طيران إقليمية وعالمية، أن تدفع هذه الحادثة القائمين على قطاع الطيران إلى تغيير قواعد أمن المطارات وقطاع الطيران عموماً. وقال الرئيس الأعلى لشركة «طيران الإمارات» الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، في تصريح إلى «الحياة»: «يجب تطبيق الإجراءات الأمنية بدقة تحت أي ظرف من الظروف، وألا نقلل من أهمية الإجراءات الأمنية الصارمة في قطاع الطيران»، مشيراً إلى أن عدداً من شركات الطيران العالمية والإقليمية غيّر مسار طائراته بعيداً من سيناء. إلى ذلك، شدّد وزير الاقتصاد الإماراتي سلطان بن سعيد المنصوري، رئيس مجلس إدارة «الهيئة العامة للطيران المدني»، خلال كلمة ألقاها في الملتقى الذي نظّمه «مجلس الأعمال الإماراتي - الأميركي» بالتعاون مع «جمعية صناعات الفضاء»، على أن قطاع الخدمات الجوية العالمي يجب أن يشهد مزيداً من الانفتاح لا القيود، مؤكداًً أن الإمارات تعارض أي جهود للحدّ من المنافسة وفرض قيود جديدة على صعيد الخدمات الجوية الدولية. وقال في الملتقى الذي عقد على هامش «معرض دبي للطيران»: «جئت مع رسالة واضحة وبسيطة، وهي دعوة للحفاظ على الأجواء المفتوحة في المسار القائم حالياً، فلمدة 40 عاماً لوحظ انخفاض القيود على شركات الطيران وتقليصها، ولا أعتقد أننا اليوم نستطيع العودة والسير إلى الوراء في هذا المجال». كما شهدت كواليس اليوم الثاني من المعرض، التركيز على تأثير تراجع أسعار النفط وتقلّب سعر صرف العملات في شركات الطيران، ففي حين أشارت الناقلات الجوية إلى الأثر الإيجابي لهذا التراجع في موازناتها، على اعتبار أن أسعار الوقود كانت تشكل عبئاً كبيراً على شركات الطيران، وتأكل نسبة كبيرة من عائداتها، خشيت شركات صيانة الطائرات في المنطقة وخارجها أن ينعكس تراجع أسعار الوقود سلباً على قطاع الطيران عموماً والطيران الخاص خصوصاً، لا سيما الاستثمارات في هذا القطاع. ففي حين أكد أحمد بن سعيد أن تراجع أسعار النفط انعكس إيجاباً على أعمال «طيران الإمارات»، إذ انخفضت كلفته من 38 في المئة خلال العام الماضي إلى 27 في المئة حالياً، فإنه توقّع أن يؤثر سعر صرف العملات، تحديداً «الدولار القوي»، الذي ترتبط به معظم عملات دول الخليج مقابل العملات الأجنبية الأخرى، سلباً في عائدات شركات الطيران في المنطقة. أما الرئيس التنفيذي لمجموعة «ألفا ستار» السعودية المتخصصة في تقديم خدمات لشركات الطيران الخاص في المنطقة، فخشي أن «يترك انخفاض أسعار النفط أثراً في الإنفاق على قطاع الطيران الخاص، الذي تشكل حصة السعودية 80 في المئة منه في المنطقة. وقال: إذا استمر تراجع أسعار النفط، من الطبيعي أن يؤثر في الإنفاق الحكومي والخاص في هذا القطاع». وفي وقت خلا «معرض دبي للطيران» من أي صفقات تجارية، باتت شركات صناعة الطيران العالمية تركز أكثر على زيادة حصتها في ما يتعلق بالطائرات العسكرية في المنطقة. وقال نائب رئيس شركة «بوينغ» لتطوير العمليات الدولية، جيف كولر، على هامش المعرض، أن الشركة «تشعر ببعض الإحباط» من تأجيل الحصول على موافقات من الحكومة الأميركية لبيع مقاتلات إلى دول في المنطقة، لكنها تأمل بتحقيق تقدّم في هذه الصفقات مطلع العام المقبل، في وقت يشارك أكثر من 20 شركة روسية في «معرض دبي للطيران»، إضافة إلى نحو 200 قطعة من صناعاتها العسكرية إلى جانب المؤسسات التي تمثل روسيا في دبي، مثل شركات «روس أوبورون إكسبورت»، و «ألماز-أنتي»، و «سوخوي» و «ميغ» و «مروحيات روسيا».