خلا اليوم الأول من «معرض دبي للطيران»، الذي انطلق أمس، من صفقات شراء طائرات تجارية، كما جرت العادة، لتطغى عليه الجوانب الدفاعية وشراكات الدعم الفني والهندسي، في ضوء التوترات في المنطقة. وتعتبر هذه المرة الأولى التي لا يشهد فيها المعرض في يومه الأول عقد صفقات كبرى من قبل الناقلات الخليجية والعربية، ما انعكس على المنافسة الحادة بين عملاقي صناعة الطيران التجاري «بوينغ» الأميركية و «إرباص» الأوروبية، استبعاداً للحصول على صفقة خلال الدورة الحالية من المعرض. وركزت الشركات الإقليمية والعالمية على استعراض معدات وخدمات قطاعات الصناعة الجوية الدفاعية خلال المعرض الذي افتتحه نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم. واستبعدت شركات طيران إقليمية وعالمية ابتعاد شركات الطيران الإقليمية عن شراء طائرات تجارية خلال هذه الدورة لأسباب اقتصادية جراء تراجع أسعار النفط، عازية السبب إلى أن الناقلات الإقليمية الكبرى، مثل شركة «طيران الإمارات» و «الاتحاد» و «القطرية» و «فلاي دبي»، اشترت في الدورة السابقة قبل سنتين أكثر من 300 طائرة بقيمة 206 بلايين دولار. وقال رئيس «بوينغ» لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا برنارد دن ل «الحياة» إن «شركات الطيران العربية عقدت صفقات تاريخية ضخمة خلال معرض الطيران الماضي، ولا يتوقع منها أن تشتري طائرات إضافية بعد سنتين فقط، علماً أن قيمة صفقات الشركات الإقليمية عموماً والخليجية خصوصاً خلال دورة عام 2013 تجاوزت 206 بلايين دولار». وعلى رغم أن اليوم الأول من المعرض لم يشهد صفقات معلنة، أشار دن إلى أن «المنطقة تهتم بشراء طائرات عسكرية وتجارية، لأن دول المنطقة تحتاج إلى تأمين دفاعاتها في ظل التوتر السياسي حالياً». أما الرئيس التنفيذي لشركة طيران «فلاي دبي» غيث الغيث، فأكد أن الناقلة الإماراتية لا «تحتاج طائرات جديدة حالياً إذ لديها طائرات وطلبيات تكفيها حتى عام 2023، وهذا ينطبق على معظم الناقلات المحلية». وانتشرت في قاعات المعرض الذي يستمر خمسة أيام أكثر من 1100 شركة من 123 دولة في العالم، واصطفت أكثر من 160 طائرة تجارية وعسكرية وخاصة في ساحات المعرض الخارجية. وعرضت «شركة الإمارات للصناعات العسكرية البرية والبحرية والجوية» أحدث منتجاتها وخدماتها في قطاعات الصناعات الدفاعية والجوية، بعد مشاركتها للمرة الأولى في «معرض الدفاع الدولي» (أيدكس) في أبو ظبي مطلع هذا العام. وتشارك ثمانٍ من الشركات التابعة ل «الإمارات للصناعات العسكرية» في المعرض، بما فيها شركتا «المركز العسكري المتطور للصيانة والإصلاح والعمرة» (أمرك) وشركة «غلوبال إيروسبيس لوجيستكس» (جال)، واللتان تعتبران من الرواد في المنطقة في خدمات الصيانة والإصلاح والعمرة للطائرات ذات الأجنحة المتحركة والثابتة. ويضم جناح الشركة أيضاً «شركة أبو ظبي الاستثمارية للأنظمة الذاتية» (أداسي) التي توفر منظومة شاملة من الخدمات لكافة أنواع الأنظمة الذاتية، وشركة «توازن» للصناعات الدقيقة، وهي منشأة تصنيعية تعتبر من الأحدث في العالم وتعمل في مجالات التصنيع الدقيق لقطاعات الصناعات الدفاعية وصناعات الطيران والنفط والغاز. ووقعت شركة «بوينغ» الأميركية مذكرة اتفاق مع حكومة دبي، لتأسيس مقرّ عملياتها الإقليمية في منطقة الطيران في مطار آل مكتوم الدولي، ضمن مدينة «دبي الجنوب». ووصف رئيس مجلس إدارة «مؤسسة مدينة دبي للطيران» (المؤسسة الأم لدبي الجنوب) الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم قرار شركة «بوينغ» بالاستراتيجي. وقال الرئيس التنفيذي لشركة «بوينغ» دينيس مولينبيرغ» «اتخذنا هذا القرار الاستراتيجي بتأسيس المقرّ الإقليمي للشركة، في موقع سيتحوّل لاحقاً إلى مركز متميز للطيران والخدمات اللوجستية، لضمان تعزيز قدرتنا التنافسية في المنطقة». وفي ما يتعلق باتهام شركات الطيران الأميركية الناقلات الخليجية بالاستفادة من دعم حكومي، قال الشيخ أحمد بصفته الرئيس الأعلى ل «طيران الإمارات» أن الناقلة قدمت تقريراً إلى الحكومة الأميركية يثبت أنها لا تتلقى أي دعم من حكومة الإمارات، وهي تنتظر رد الحكومة الأميركية على هذا الموضوع. وأكد أن أرباح «طيران الإمارات» خلال النصف الثاني ستكون مقاربة لمعدلات نمو النصف الأول من السنة المالية الحالية، والتي تجاوزت بليون دولار، وبمعدل نمو تجاوز 65 في المئة مقارنة بالفترة ذاتها من السنة المالية الماضية.