تواصل قوات عسكرية كردية تحشيداتها بالقرب من بلدة سنجار، ذات الغالبية الإيزيدية في الموصل، لغرض طرد مسلّحي «داعش» منها، لكن مفاوضات بين المقاتلين الأكراد أخّرت تنفيذ هذه العملية. وقال النائب الإيزيدي ماجد سنجاري، ل «الحياة»، أن «قوات البيشمركة الكردية تواصل تحشيداتها في جانب الإقليم، لغرض الاستعداد لعملية طرد داعش من سنجار بالتعاون مع التحالف الدولي». لكن سنجاري عزى سبب التأخر في ضرب التنظيم داخل المدينة الصغيرة، إلى «مفاوضات يجريها الإقليم مع مقاتلين من حزب العمال الكردستاني». وأضاف أن «الإقليم لا يريد تدخّلهم على رغم امتنانه لهم لما قاموا به خلال الهجوم الذي شنّه داعش الصيف الماضي، وإنقاذهم للإيزيديين، فهو لا يريد مشكلات دولية أو محلية على مستوى العراق حول تدخل كرد غير عراقيين في منطقة عراقية». ويرى الصحافي الكردي من مدينة السليمانية، فائق عادل يزدي، أن «العمال الكردستاني ينظر ببعد الى سنجار، لذلك يسعى الى البقاء فيها حيث أنها قد تكون بديلاً لجبال قنديل بالنسبة الى وجود مقاتليه، وهذا سيجعلهم في وضع أفضل، إذ لن يضع حكومة الإقليم في مواقف محرجة مع الحكومة العراقية أو التركية أو أي حكومات دولية أخرى بسبب وجودهم في قنديل مثلاً». وأضاف أن «العمال الكردستاني قد ينظر أيضاً الى أهمية سنجار من باب وضع اليد عليها مع مناطق غرب كردستان (في إشارة إلى مناطق الأكراد في سورية) في حالات قد تقع لاحقاً». وبيّن أن «تلك النظريات المتوقعة قد تتبدّد في حال تم التوصل الى اتفاق يرضي الجانبين وينهي أي خلافات، وذلك أمر وارد بالمنظور الكردي الساعي إلى تشكيل الدولة الكردية»، مشيراً إلى أن «لا دور للحكومة العراقية في الأمر، لأن نينوى في شكل شبه كامل تخضع لداعش، والقتال في جبهات عدة لم يصل الى حدودها، والأكراد هم من يسعون الى تحرير المناطق المحيطة بهم». وتعد سنجار في محافظة نينوى شمال العراق، من بلدات الأقليات حيث يسكنها الإيزيديون إضافة إلى بعض من العرب والأكراد. وكان هاجمها تنظيم «داعش» في آب (أغسطس) العام الماضي، وتسبّب بتشريد سكانها وقتل مئات آخرين. وتدخل حزب العمال الكردستاني بمقاتليه الأكراد الأتراك والسوريين وقوات البيشمركة الكردية العراقية، لمساعدة المحاصرين الإيزيديين بالجبال عبر فتح ممر آمن لهم نحو سورية، ومن ثم إعادتهم إلى كردستان العراق. وما زال مقاتلو حزب العمال الكردستاني يضعون أيديهم على بعض المناطق المحررة في سنجار إلى جانب البيشمركة، لكن مركز المدينة يخضع ل «داعش». وفي محافظة صلاح الدين التي سيطرت القوات العراقية على معظمها، ما زال «داعش» يشنّ هجمات على بعض المدن. وقال النقيب بالشرطة العراقية غزوان الجبوري، ل «الحياة»، أن «القوات العراقية تصدّت لهجوم شنّه التنظيم في منطقة قرية حجي حسين بشارع وطبان المحاذي للطريق السريع جنوب غربي سامراء، بالأسلحة المتوسطة وقذائف الهاون». وذكر الجبوري أن «حظراً للتجوال فرض بمنطقة الحويش القريبة، فيما قصفت المدفعية مواقع تمركز المسلحين في المناطق القريبة من المنطقة المذكورة».