ستكون نقابة المحامين التي تُعد من أقدم النقابات المهنية في مصر، اليوم (الأحد)، ساحة جديدة لاختبار حضور جماعة «الإخوان المسلمين» التي لطالما هيمنت على مفاتيح صناعة القرار داخلها، عندما يتوجّه ما يناهز 260 ألف محام إلى صناديق الاقتراع لاختيار نقيبهم من بين 26 مرشحاً، أبرزهم النقيب المنتهية ولايته سامح عاشور، والمقرب من الدولة، في مواجهة محامي الإسلاميين منتصر الزيات الذي انخرط في هيئة الدفاع عن الرئيس المعزول محمد مرسي، وسجناء جماعة «الإخوان»، إلى جانب البرلماني السابق عن الحزب الوطني المنحل سعيد عبدالخالق الذي لا تزال تلاحقه مزاعم المشاركة في أحداث «قتل المتظاهرين» في ثورة 25 يناير 2011، التي عُرفت إعلامياً ب «موقعة الجمل». وكان عبدالخالق ضمن المتهمين في هذه القضية، لكن القضاء برأ ساحته. ويتنافس على عضوية 56 مقعداً في مجلس النقابة، 330 مرشحاً تستمر ولايتهم أربع سنوات. ويبدأ الاقتراع الساعة التاسعة صباحاً وحتى الخامسة مساء، تحت إشراف قضائي كامل. ويبلغ النصاب القانوني لبدء عملية الانتخاب 3 آلاف محام، فيما تجرى عمليات فرز الأصوات داخل مقار لجان الانتخاب. وكان الصراع على قيادة المحامين اشتعل خلال فترة الدعاية التي انطلقت في منتصف الشهر الماضي، حيث قام المتنافسون بجولات ميدانية في المحافظات لعرض برامجهم، ومحاولة كسب ثقة المحامين، فاعتمد عاشور (62 سنة) على إنجازاته خلال تولّيه المنصب لفترتين متتاليتين، وأهمها تضمين الدستور نصاً يقضي بحصانة المحامين لحماية حقوق الدفاع عن المتّهمين، وتعديلات قانون المحاماة الذي وافق عليه مجلس الوزراء وينتظر تصديق رئيس الجمهورية. وعزا عاشور في تصريح إلى «الحياة»، ترشّحه لولاية ثالثة، إلى «استكمال الإنجازات» التي حققها، لا سيما في «تطوير ملف العلاج ومنح معاشات إضافية لأرامل المحامين»، مشدداً على أنه سيقف في مواجهة أي اعتداء على كرامة المحامين، التي اعتبرها «خطاً أحمر لا يمكن التهاون فيه على الإطلاق»، مؤكداً ثقته بالحصول على ثقة المحامين. أما منافسه الأبرز منتصر الزيات، فسعى إلى طي صفحة معارضته عزل الرئيس السابق محمد مرسي، مؤكداً أنه عرض فكرة ترشّحه على أجهزة الدولة الأمنية التي لم تعارضها، مشدداً على أنه «ليس مرشحاً لتيار بعينه»، في إشارة إلى الإسلاميين. و «لكنني مرشح لخدمة جميع المحامين وأسعى إلى الحصول على تأييدهم». ويركز الزيات في برنامجه الانتخابي، على سلبيات منافسه عاشور، متهماً إياه ب «إهدار المال العام واستنزاف موارد النقابة وإثقال كاهل المحامين برسوم». وكان الزيات خسر الانتخابات السابقة عام 2011، بعد حصوله على 11 ألف صوت مقابل 17 ألف صوت لعاشور، منافسه التقليدي.