فتح وزير الإسكان السعودي ماجد الحقيل باب هجوم على نفسه يصعب سدّه، بعدما عزا أزمة الإسكان التي يشمل تأثيرها ما يراوح بين 60 و 80 في المئة من السعوديين إلى أزمة في «الفكر»، وليس في الأراضي، ولا الموارد. وأتاح تصريح الوزير مجالاً خصباً للمعلقين عبر «تغريدات» في موقع «تويتر» غالبيتهم متندرون، وساخرون، ومنتقدون.. وغاضبون بالطبع. وبعدما يشبه صمتاً مطبقاً منذ تعيينه قبل أربعة أشهر، خرج الحقيل بأنه «ليست هناك أزمة سكن في المملكة، وإنما أزمة فكر لدى المواطن»! (للمزيد). وقال الحقيل خلال كلمته في اللقاء الشهري لمنتدى «أسبار» المقام في مركز «أسبار للدراسات والبحوث والإعلام» في الرياض: «إن الفكر جانب مهم في معالجة الإسكان. الإسكان ليس مشكلة موارد، وليس مشكلة أراضٍ، هو مشكلة فكرة. إن استطعنا معالجة هذا الفكر استطعنا معالجة الإسكان بالكامل». وزاد: «قد يرى بعض الناس أن الحلول بيت أو مسكن أو أرض فقط، لكن ثقافة السكن أكبر من ذلك». وردد الوزير كلمة «فكر» نحو 50 مرة خلال كلمته. ودوّن الدكتور عبدالله الغذامي في «تغريدة» عبر حسابه في «تويتر» ساخراً: «نعم، مشكلة الإسكان هي مشكلة فكر، ولكن: أي فكر.. هي مشكلة فكر في وجوه إدارة الأزمة». وبسخريته المعهودة قال الشيخ عادل الكلباني: «بعد تصريح وزير الإسكان، أقترح أن يكون شعار وزارة الإسكان «وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور». وكان عضو مجلس الشورى عبدالله الحربي، رجح أن 73 في المئة من السعوديين لا يملكون منازل، وأن 30 في المئة يسكنون في مساكن «غير لائقة»، فيما قدر زميله عضو لجنة الإسكان والمياه والخدمات العامة في مجلس الشورى عبدالله بخاري، من لا يملكون مساكن ب60 في المئة من السعوديين، مستنداً إلى تقارير عقارية ومعلومات وردت إلى المجلس. في حين أن خبراء عقار قدروهم ب80 في المئة من السعوديين. ومشكلة المتهم الجديد بالتسبب في أزمة الإسكان، وهو الفكر، أنه متهم لا تُعرف له هويّة ولا مكان، ما يحول دون قدرته على الدفاع عن نفسه، بعد أن أدخله قفص الاتهام، من يقف على رأس هرم شؤون الإسكان. الكاتب الاقتصادي خالد البواردي قال في «تغريدة»: «المشكلة ليست في مقطع الوزير، المشكلة هي عدم اعترافه بأساس المشكلة، وهذا هو المخيف». أما الكاتب الزميل عبدالعزيز السويّد، فاعتبر في «تغريدة»: «أن كثرة مدح العقاريين للوزير في «تويتر» تحقق له ضرراً أكبر». وخاطب الاقتصادي عبدالحميد العمري، وزير الإسكان بتغريدة كتب فيها: «إذا كنت لا ترى الأراضي البيضاء (60 في المئة من مساحة المدن) فلا يعني ذلك أن أعيننا عمياء». وزاد أن «الوزير قدّم رؤية متحيزة لمن تسبّبوا في أزمة الإسكان». وعلّق رجل الأعمال خالد العمار: «اتفق مع الوزير أنها مشكلة فكر، لكنها في وزارته»!