تحدى الرئيس الإيراني حسن روحاني «الحرس الثوري»، اذ انتقد استغلال تحذير مرشد الجمهورية الإسلامية علي خامنئي من «تغلغلٍ» معادٍ في إيران، لاعتقال صحافيين بذريعة أنهم يشكّلون «شبكة لاختراق» البلاد. وكان جهاز الاستخبارات التابع ل»الحرس» اعلن الثلثاء توقيف صحافيين وناشطين، اتهمهم بأنهم جزء من «شبكة اختراق مرتبطة بدول غربية»، بينها بريطانيا وهولندا والسويد. وقال «خبير» في الجهاز للتلفزيون الرسمي إن أعضاء الشبكة «يريدون تلميع صورة الولاياتالمتحدة والتمهيد للوجود الرسمي للأميركيين في إيران»، متحدثاً عن «عملية خططت لها ومولتها أجهزة الاستخبارات الأميركية». كما اعتقلت السلطات الإيرانية خبير اتصالات لبنانياً يحمل تصريح إقامة في الولاياتالمتحدة يُدعى نزار زكا، للاشتباه بتجسسه، ورجل الأعمال الإيراني - الأميركي سيامك نمازي المحسوب على اللوبي المؤيد لطهران في الولاياتالمتحدة. ودعا روحاني إلى الامتناع عن «المبالغة في القضية»، قائلاً: «علينا ألا نعتقل شخصاًَ أو اثنين، هنا وهناك بلا سبب، ونلفّق لهم قضايا ونقول إنهم جزء من شبكة اختراق» لإيران. وحض الجميع على إدراك وجوب الامتناع عن «استغلال» تصريحات خامنئي في سبيل «مصالح شخصية وجماعية وفئوية». وتابع: «المرشد هو لكل التيارات ولكل الشعب، لا لمجموعة أو تيار». وأضاف: «يدرك الشعب جيداً معنى التغلغل، ويفهمون ما تعنيه الغطرسة، والتاريخ والسلوك الخاطئ للولايات المتحدة، ويمكنه أن يفهم ماهية مستقبل البلاد ومصالحها القومية». وزاد: «يجب ألا نوجّه اتهامات إلى كلّ مَن نختلف معه، وألا نهمّش كل مجموعة (نختلف معها). علينا محاربة أي نفوذ أجنبي، وألا ندع آخرين يتلاعبون بكلمة نفوذ». في السياق ذاته، أوردت صحيفة «وول ستريت جورنال» أن «الحرس الثوري» كثّف في الأسابيع الأخيرة اختراق البريد الإلكتروني وحسابات مسؤولين في إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما على مواقع التواصل الاجتماعي، في إطار هجمات إلكترونية يُعتقد بأنها مرتبطة باعتقال نمازي. ونقلت عن مسؤولين أميركيين إن الأشخاص الذين يعملون في شأن إيران، هم المستهدفون على الأرجح بالهجمات الإلكترونية التي طاولت موظفين في مكتب الشؤون الإيرانية في الخارجية الأميركية، ومكتب شؤون الشرق الأدنى، إضافة إلى صحافيين وأكاديميين. ونفّذ «الحرس الثوري» في السنوات الأخيرة هجمات إلكترونية على وكالات تابعة للإدارة الأميركية، لكن مصدراً أبلغ الصحيفة أن عمليات التسلل زادت بعد توقيف نمازي. في طوكيو، أعلن رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية علي أكبر صالحي أن بلاده ستفي التزاماتها وقف الاتفاق النووي المُبرم مع الدول الست. وأضاف: «سنُنجز كل ما يقوله الرئيس» روحاني. وتابع: «بالنسبة إلى تفكيك أجهزة الطرد المركزي، نتوقع عدم حدوث أي مشكلات فنية، لأننا اجتزنا هذا الإجراء مرات، وخبراؤنا ومهندسونا مدربون جيداً». لكن الرئيس السابق للمنظمة الإيرانية للطاقة الذرية فريدون عباسي دواني اعتبر أن الاتفاق النووي «فرض على إيران مهمات كثيرة»، وزاد: «حصلنا على أدنى مطالبنا».